الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بايدن.. والجوكر

عادة ما ترتبط قوة «الجوكر» ارتباطًا وثيقًا بتجربة اللاعب وبقوة الأوراق السياسية بين يديه، وعندما تكون البطاقات قوية ومتناغمة، فإن «الجوكر» هي رفاهية إضافية، بحيث يمكن إيقافه في أي مكان لإضافة المزيد من القوة، لكن بايدن آثر أن يضعضع جوكره في القمة.

فالرئيس الأمريكي المنتخب لعب بـ«الجوكر» منذ الوهلة الأولى للعبة السياسية الجديدة، حيث قدم وزير دفاع من أصول أفريقية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، هو الجنرال المتقاعد لويد أوستن، الرجل الذي يتحرك بمستويات تنظيمية وقدرات متعددة حسب حجم المؤسسة العسكرية، وفق مكونات قيادية كثقافة المؤسسة العسكرية التي أتقنها و خبر فلسفة قيادتها.

فهو أقدر على تكوين ثقافة تشبه بالمناخ الذي يتحول بفعل مؤثراته، فالمهمة، الأهداف، خطط تنفيذ الواجبات، مستويات الأداء، الأولويات، الأعمال أو القضايا الأكثر كلها ذات أهمية لدى القائد، نظام تدفق المعلومات، النشاطات التي تؤدي إلى نتائج ممتازة، نظام تقييم وتقويم الأداء، القيم، الاستقامة الشخصية، الصدق، افتراضات عن الطبيعة البشرية، أهمية روح الفريق، نظام المثوبة والعقوبة، تاريخ الوحدة، هذه هي الأشياء التي يعتقد بها أوستن، والتي يدافع عنها قطعياً في محاضراته في الفكر العسكري وفي الميادين.


أكد باحثون في فلسفة القيادة العسكرية الأمريكية عمق محتوى تفكير وزير الدفاع المختار في حكومة بايدن، قائلين إنه يملك أهدافاً وأولويات واضحة، بالإضافة إلى التزامه القاطع بأن العمل في زمن السلم مرتبط بشكل مباشر بالمهام في زمن الحرب، واجمع عدد من القادة في البحث القائم على المقابلات حيث ذكروا بشكل مباشر العناصر التي تجعل لكل منهم رؤية.


لكن معظمهم يعتقدون أن «أوستن» ظل متفردا ملتزما بتلك العناصر التي يؤكد على أولويتها، ولديه فلسفة متكاملة لعناصر المناخ القيادي في المستويات العليا، فمهارة وخبرة لاعب الورقة السياسية المخضرم، الرئيس المنتخب جو بايدن جادت باختياره وزيرا للدفاع لأكبر قوة عسكرية في العالم.

بمجرد استخدام «الجوكر» بشكل صحيح، أصبح بايدن أكثر قوة أمام خصومه، بمهارته العالية التي مكنته من استخدام أوراقه حتى لو كانت ضعيفة وتحويلها إلى بطاقة قوية تجعله يفوز في نهاية اللعبة، واستخدمها حتى قبل أن توافق عليه المحكمة العليا، وقبل أن تعترف الهيئة الانتخابية بفوزه النهائي.

وهكذا حصر وضيق على مكانة الرئيس دونالد ترامب والحزب الجمهوري في زاوية سياسية ضيقة.