السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

النقد ورد النقد

النقد

الإمارات والإسلام المتسامح: ليس كما يبدو

سيباستيان كاستيلير -صحفي (هاآرتس) ـ إسرائيل



تجبر نهاية حقبة النفط واتفاقات إبراهيم وتركيا دول الخليج على إعادة التفاوض بشأن دور الدين في مجتمعاتها، بالحديث عن الانفتاح والاعتدال، لكن لكل من أبوظبي والرياض والدوحة قواعد لعب مختلفة - لكنها تشترك في هدف واحد.

لقد تغير الزمن وأُجبرت دول الخليج على إعادة التفكير بشكل شامل في أنظمتها الدينية والسياسية والاقتصادية، مدفوعة باحتمال الانخفاض الحاد في عائدات النفط مع تحول الطلب العالمي بعيداً عن الاعتماد على الهيدروكربونات.



وفي الوقت الذي تواجه فيه دول الخليج الحاجة إلى تنويع اقتصاداتها، فإنها تواجه أسئلة حول ما إذا كان التحرر الاقتصادي سينعكس من خلال التحرر الديني، وما إذا كانت التعددية السياسية جزءاً من الحزمة أيضاً؟


وتواجه دول الخليج، وخاصة الإمارات، مسألة تغيير التحالفات السياسية الإقليمية، من خلال الاندماج المتسارع للشركات الإسرائيلية منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، وإعادة التشكيل العالمية الأوسع داخل العالم الإسلامي وخارجه.

وتعتبر الإمارات الأكثر ضجيجاً بين دول الخليج في إعادة تسمية نفسها كمجتمع منفتح ومتسامح وليبرالي، وفي الواقع تقدم الإمارات نفسها على أنها «المجتمع الأكثر انفتاحاً وتسامحاً في الشرق الأوسط»!

وانطلاقاً من روح عدم ترك أزمة جيدة تذهب سدى، استفاد اتحاد الإمارات من أزمة كوفيد-19 لدفع نفسها كلاعب عالمي يتطلع إلى المستقبل، منفتح على المواهب والمستثمرين والسياح، من خلال مضاعفة تحول مستمر وجذري نحو العلمانية.

ويعكس هذا التحول أيضاً تطلعات الغالبية العظمى من الشباب الإماراتيين، حيث وجد استطلاع الشباب العربي 2020 أن 8% فقط من الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً ينظرون إلى الدين على أنه عنصر أساسي في هويتهم، في تناقض صارخ مع مصر (69%) والمملكة العربية السعودية (60%).

رد النقد

الإمارات.. بلد الإسلام والتسامح

محمود العوضي - المدير الإقليمي لصحيفة إيلاف ـ الإمارات



الإمارات العربية المتحدة بلد التسامح وقبول الآخر منذ تأسيسها ودينها الإسلام، ولا تناقض في الجمع بين الاثنين، فالدين الإسلامي دين السماح والتسامح والمحبة.

والإمارات دولة وطنية ترعى مواطنيها وسكانها، وتقدم لهم كل الخدمات المدنية والوطنية إلى جانب الدينية بدون تفرقة أو تمييز، ولذلك بنت إلى جانب المساجد كنائس وكُنُس، ليس لأنها مجبرة أو مرغمة على ذلك، بل لأن التسامح جزء لا يتجزأ من نظام حكم الإمارات، الذي يعتمد على المواطن والمقيم في التقدم والتطور والازدهار بعيداً عن التعصب والإكراه.

من جانب آخر لطالما عارضت الإمارات ما يسمى بالإسلام السياسي، والذي هو بجوهره فكر الإخوان من سيد قطب إلى حسن البنا مروراً بالقاعدة وداعش والحركات المتطرفة، التي تتخذ من الدين، بغير حق، أسَاساً لها.

الإمارات عملياً ترفض التجارة باسم الدين وتجييش الناس ضد الآخر والمختلف باسم الدين، وترى أن الإسلام، الذي هو دين الدولة، بريء من تلك الحركات المذكورة، وبعيد كل البعد عن التطرف والعنف.

لهذا ننصح الصحفي الإسرائيلي سيبستيان كاستيلير بأن يقرأ عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها، ويتعرّف على مؤسسها ورؤيته، ويبصر الطريق الذي يسير عليها قادة الامارات اليوم.

يبدو أن سيبستيان طرح مقاله دون الرجوع إلى مصادر علمية أو موثوقة، اللهم إلا ذلك الاستطلاع الذي ذكره، والذي لا نعرف مصدره، ومن أعدّه، وعلى أي أساس قامت نتائجه.

الكتابة عشوائياً ومحاولة المس بدولة وطنية عصرية، يعيش فيها نحو عشرة ملايين إنسان من جميع الأديان والطوائف والملل، بأمن وأمان وحرية ورخاء، هو ضرب من ضروب التهور.

على كل الأحوال دولة الإمارات العربية المتحدة، ستبقى دولة توفر لكل أهلها وسكانها الأمن والعيش الكريم، وستبقى أيضاً كما كانت بلد التسامح وقبول الآخر والمختلف، كما يرى قادتها وولاة أمرها إلى يوم الدين.