الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ميركل.. من السياسة إلى التاريخ

في عام 2005 أصبحت الدكتورة أنجيلا ميركل زعيمة لألمانيا، وفي عام 2021 تغادر المستشارة السلطة.

لا يعرف العالم الكثير من الأسماء التي تولت قيادة ألمانيا منذ سقوط هتلر سوى السيد هيلموت كول، ثم السيدة ميركل، والثانية هي الابنة المدللة للأول.

ثمَّة محطات مثيرة في حياة الزعيمة.. المحطة الأولى: أنجيلا.. الطالبة المتفوقة، حيث كانت الزعيمة متفوقة باستمرار، وفي المرحلة الثانوية كانت الأولى على مدرستها.. مارست بعض الشغب في مراهقتها مثل المشاركة مع زميلاتها في سرقة مشروب من أحد المحلات، لكنها كانت في أغلب الأحيان الطالبة المثاليَّة.


كان جزء من ذلك الشغب قد أصبح تسلّطاً على أخيها الأصغر، حيث قامت بتحويله إلى ساعٍ خاصٍّ لها، تصدر له الأوامر بما تريد، وما عليه سوى أن يستجيب لها وينفذ طلباتها من دون نقاش!


أصبح شقيقها الذي عمل ساعياً لها فيزيائياً متميزاً، كما أنها أصبحت فيزيائية هي الأخرى، وتزوجت مرتين من الأوساط الكيميائية الفيزيائية. تروي «باتريشيا ليسنير كراوس» في كتابها «ميركل.. السلطة.. السياسة» أن ميركل كانت تريد أن تكون معلّمة، لكن عدم ثقة أجهزة الأمن الشيوعية في أسرتها جعلها تتجه إلى الفيزياء.

كانت أنجيلا تعاني في ألمانيا الشرقية، حيث عاشت، إذْ كان والدها رجل دين، وكانت الدولة ملحدة، فانضمت أنجيلا إلى الحزب الشيوعي، وقالت: إن والدها يعمل سائقاً. عملت ميركل «نادلة» حين كانت تدرس الفيزياء. تقول ميركل: «نعم.. عملتُ نادلة في حانة، وكنتُ أحصل على أجر عن كل مشروب أبيعه.. كان الدخل يساعدني في دفع الإيجار».

المحطة الثانية.. حين أصبحت ميركل شيوعية ملتزمة، لكنها في داخلها لم تكن كذلك. وقد ظلت مشغولة بدراستها حتى حصلت على الدكتوراه عام 1986، وفيما بعد الدكتوراه راحت تتطلع إلى الحياة العامة، وبعد الربيع الأوروبي 1989 راحت تعمل بالسياسة، وتدخل الأحزاب.

كان أول عمل حزبي لها هو توصيل أجهزة كمبيوتر للحزب، جاءته من ألمانيا الغربية، تقول: «أردت تركيبها، لكن كل دوري كان إخراجها من الصناديق».

المحطة الثالثة.. الزعيمة: من نائب المتحدث باسم آخر حكومة لألمانيا الشرقية، إلى عضو البرلمان في ألمانيا الموحدة إلى وزيرة المرأة، ثم البيئة، ثم المستشارة الألمانية ستة عشر عاماً من 2005 حتى 2021.

المحطة الرابعة.. القوية البسيطة: فقد نجحت ميركل في استثمار كل ما حولها، استفادت من كول ثم طالبته بالاستقالة، ونجحت في السيطرة على الحزب، ثم هزيمة المستشار جيرهارد شرودر، ثم النجاح الكبير في السياسة والاقتصاد، ودفع ألمانيا لقيادة أوروبا.

إن ميركل ترتدي ملابس عادية، وتتسوّق بنفسها، وتعيش ببساطة مع زوجها، أستاذ فيزياء الكم الذي كان مشرفاً على رسالتها.

ميركل التي تزوجت في شقة من غرفة واحدة مع زوجها الأول، ثم رفضت الانتقال من شقتها إلى سكن المستشارية في زواجها الثاني، نجحت في أن تكون نموذجاً عظيماً للمرأة وعنواناً رفيعاً لألمانيا.