الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أمريكا.. وعصر اقتصادي جديد

لماذا تجاهلت الأسواق الأمريكية أعمال الشغب غير المسبوقة في مبنى الكونغرس، والتي أعطت انطباعاً سيئاً عن مخاطر الاستثمار في بيئة تموج بالاضطرابات السياسية؟ السبب باختصار هو أن المستثمرين كانوا مبتهجين لأن إدارة ديمقراطية جديدة على وشك تولي زمام الأمور، فضلاً عن القناعة المطلقة بأن أمريكا دولة مؤسسات، لا تدور في فلك الرئيس وحده.

رغم أن الرئيس جو بايدن يعتزم رفع ضرائب الشركات، واستحداث تنظيمات مرهقة لعمالقة التكنولوجيا، إلا أن فوز حلفائه الديمقراطيين بمقعدَي ولاية جورجيا أعطى نفوذاً كاسحاً لحزبه على الكونغرس، وهذا سيمنحه قدرة أكبر على دفع الاقتصاد المتباطئ دون عراقيل تشريعية، من خلال تحفيز مالي يبدأ بالإنفاق على البنية التحتية، يمر بالرعاية الصحية، وينتهي بالتعليم ومساعدة الولايات، وهذا بدوره يتناغم مع التحفيز النقدي الهائل للبنك المركزي الأمريكي.

يراهن الأمريكيون على عصر جديد يعوض الخسائر الاقتصادية للوباء المميت، بخطة تتضمن صرف مدفوعات بقيمة 1400 دولار للأمريكيين للحد من أزمات الغذاء والسكن، بعد أن تم الاتفاق مسبقاً على 600 دولار فقط، وبهذا ستصل المدفوعات إلى 2000 دولار، وكذا رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً للساعة، ودعم مؤسسات التعليم العالي، وزيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتيَّة.


تاريخيّاً، ترتبط الطفرات الإنتاجية العميقة بزيادة الإنفاق على تكنولوجيا التغيير الجذري مثل شبكتي السكك الحديدية والإنترنت في الماضي، وتكنولوجيا الجيل الخامس والاقتصاد الأخضر حالياً، وبينما تستهدف خطة بايدن «لإعادة البناء الاقتصادي» الإنجاز في مجالات صاعدة مثل: الطاقة المتجددة، والنطاق العريض، والذكاء الاصطناعي، فإن اكتساح حلفائه للانتخابات التشريعية يُرجّح احتمالية نجاح خطَّته المرتقبة على أرض الواقع.