الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ترامب.. فيلم الرئاسة

حمل عام 2017 معه نتائج انتخابات وُصفت بالسباق الأكثر حماساً بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الجمهوري والديمقراطي، لتنتهي بفوز رجل الأعمال والتّلفزة «دونالد ترامب» رئيساً للدولة الأقوى عالمياً.

الجدل والإثارة هما العنوانان البارزان لتولي الرئاسة الأمريكيّة عام 2021 والتي انتهت بفوز «جو بايدن» مرشّح الحزب الديمقراطي على حساب الجمهوريّ «ترامب»، الذي رغم خسارته إلّا أنّه لا يزال متمسّكاً بصفته رئيساً للولايات المتحدة، في سابقةٍ خطيرة تُقلق الشارع الأمريكي والأروقة السياسية الأمريكية على حدٍّ سواء.

وحتى من يتابع مسألة تسليم السلطة في الدولة العظمى يتحسّب كثيراً ليوم الـ20 من شهر يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب «جو بايدن» خوفاً من مفاجآت ترامبيّة مستقبليّة، فلا أحد يمكنه التكهن بماذا يخبّئ الرجل الذي قالها سابقاً: كيف له النوم إذا ما فاز عليه منافسه الذي نعَتَه بأبشعِ الصفات؟


لا شكّ أنّ مسيرة ترامب السياسية تقترب من نهايتها بعد حادثة اقتحام الكابيتول الأمريكي، وإنْ دانَ هو هذا التصرف! ولكنّه يبقى المسؤول الأوّل عن هذا الفعل نتيجة تحريضه أنصارَه للتظاهر ومحاصرة الكونغرس، لذلك بدأت مسيرة عزله ومحاكمته التي تقودها المرأة الأقوى على الساحة السياسية الأمريكية الآن، نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النوّاب الذي صوّت بنتيجة 232 صوتاً بعد انضمام 10 نوّاب جمهوريين لعزل الرئيس دونالد ترامب بينما عارض المشروع 197 نائباً.


سيرحل ترامب وستبقى مرحلته حاضرةً، ليس في ذهن الأمريكيين فحسب بل العالم، فالرَّجل وإنْ لاقى انتقادات واسعة إلّا أنّه منحَ الجانب الاقتصاديّ في بلاده الأولويَّة وابتعد إلى حدٍّ ما عن الصدامات والحروب العسكريّة، واستبدلها بالحروب الاقتصاديّة على شكل عقوبات طالت تركيا وإيران والصين وروسيا وسوريا.

أمّا داخليّاً، فكانت ولا تزال إلى اليوم التجاذبات السياسيَّة هي سيّدة الموقف، فلطالما تصادمت رؤى إدارة «ترامب» الإدارية منها والسياسيّة مع السَّاسة الأمريكيين، فكانت السجالات على أشدّها في الداخل الأمريكي مع المؤسسات كوزارة الدفاع والخزانة الأمريكية، ومع الهيكلية السياسيّة في مجلس الشيوخ والكونغرس، فشهدت ولاية ترامب الكثير من الاستقالات والمهاترات السياسية والدعوات القضائية، فكان ترامب منذ اليوم الأول له في الحكم لا يزال يواجه الاصطدام السياسي والقانوني، فكانت رئاسته أشبه بفيلم هوليووديّ قائم على الحبكات الارتجالية المفاجئة، التي لا يمكن التكهن بنهايتها.