الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الوطن.. دار وعرض ومستقبل

سأبدأ مقالي عن الوطن والمواطنة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمة سيحفظها التاريخ: "لا تهاون، لا تخاذل، لا مجاملة.. وطنك هو دارك، هو عرضك، هو مستقبلك."

يا لهذه الكلمة العظيمة «الوطن»، وما تحمل من معانٍ ودلالات ومشاعر، فالوطن ليس مساحة فحسب أو قطعة من الأرض أو مجرد أوراق ثبوتية موقعة من دائرة حكومية.. لقد علَّمتني الحياة أنه هوية وانتماء.

الوطن كيان الشخص ووجوده، إنه شعور يتعلق ويكبر مع الوقت تماماً، كما تنضج العلاقة وتوثق بين الأم وأبنائها، إنه علاقة دم وروح وصلة فلسفية وذاكرة.

إن امتلاك الأسلحة ليس كافياً لحماية أيّ بلد، وليس هو العنصر الأساس، إنما الإنسان بما يمثله من انتماء وإخلاص ومواطنة، فهو خط الدفاع الأول وأساس أمن الأوطان وعزها.

لقد ركزت دولة الإمارات حسب تصريح الشيخ محمد بن زايد على قدرات الإنسان وإعداد العنصر البشري القادر على التعامل مع أحدث الأسلحة، وتقنيات الدفاع في مختلف الظروف بكل جدارة وكفاءة.

والعنصر الرئيسي في نهضة الإمارات هو الإنسان، الذي ضرب نموذجاً عالمياً في البناء والانتماء والمواطنة، وكان نموذجاً مشرقاً في علاقة استثنائية ما بينه وبين المقيمين، حيث تعدت العلاقة بينهما من مجرد عمل وكسب رزق إلى تعايش ومحبة وانتماء نجده في كلمات تمس المشاعر، وتحاكي الوجدان، وأيضا في إخلاصهم لعملهم وطريقة حياتهم على تلك الأرض وشغفهم في البقاء عليها.

وسبق للزعيم ونستون تشرشل، أن قال: «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم»، وقال نابليون بونابرت: «أولى الفضائل هي الإخلاص للوطن»، وقال الشاعر الفيلسوف فيكتور هوغو في تشبيه عميق وعلم نفسه أن يستعيض عن أمه المتوفاة بحنين أمه التي لا تموت.. الوطن.

الوطن أمّ لا تموت.. شجرة أصولها ثابتة، وفروعها في سماء القلب والوجدان.. إنه دار وعرض ومستقبل.