الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تركيا ـ أوروبا.. هل هي المصالحة؟

في ظل تصريحات إيجابية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن أبواب المصالحة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وجدت آفاقاً مفتوحة للتعاون وخفض التوتر بينهما، وقد تصل لإلغاء العقوبات الأخيرة التي فُرضت على تركيا بسبب تنقيبها عن الغاز شرقي المتوسط، ومشكلات أخرى كانت تتركز على اختلاف وجهتي النظر بين الحكومتين التركية والفرنسية، سواء بشأن ليبيا وناغورنو قره باغ أو قضايا الإسلاموفوبيا في فرنسا وغيرها.

ظهرت ردود الفعل الأوروبية على لسان متحدث المفوضية الأوروبية «بيتر ستانو» في مؤتمر صحفي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، قال فيه: «إن الخطوات البناءة وخفض التوتر من مصلحة تركيا والاتحاد الأوروبي لإقامة علاقات بناءة بين الطرفين، وإن هناك حاجة لحوار بنّاء بين الجانبين، لأن ذلك سيصب في مصلحة شعوب دول الاتحاد الأوروبي والشعب التركي، إذ نريد تأسيس وضع يقوم على الربح المتبادل».

المتحدث الأوروبي ربط بين كلامه والتصريحات الإيجابية من تركيا مؤخراً عن رؤية مستقبلها مع أوروبا، وقد طالب أن تكون التصريحات التركية متطابقة مع الحقائق والإجراءات والجهود المبذولة للحد من التوتر، فلا مصلحة للاصطدام بين تركيا وأوروبا مهما كانت نقاط الاختلاف بينهما، لأنهما في مصير جغرافي واحد أولاً، ومصير سياسي وعسكري لأكثر من 60 عاماً في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).


إن إعلان وزارة الخارجية التركية الأسبوع الماضي عن الاتفاق لإجراء الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان خلال يناير بإسطنبول يمثل تقدماً كبيراً لتجاوز أكبر مشكلات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، حيث انطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، من أجل حل «عادل ودائم وشامل» يقبله الطرفان حول مشاكل بحر إيجة، وبالأخص بعد تعثر المباحثات بينهما منذ عامين.


من هنا ينظر إلى تقارب الرؤساء على أنه مؤشر على تقارب وجهات النظر، ويتطلع المراقبون إلى لقاء قمة قريب بين الرئيسين، ولعل من أهم القضايا التي ينبغي التعاون لمعالجتها هي جائحة كورونا، التي تضرب أوروبا بموجات متلاحقة فتقتل، وتدمر مزيداً من الاقتصاد الأوروبي.

وسواء كانت موجة العداء السابقة بين تركيا وفرنسا والممتدة لـ15 شهراً على وشك الانتهاء بسبب تقارب رؤساء تركيا وفرنسا أم لا، فإن أهم ما يستفاد منها أن مصالح الشعوب ينبغي أن تكون مقدمة على مصالح الرؤساء، وألا تكون مصالح تركيا مع الاتحاد الأوروبي رهينة مواقف انتخابية أو أيديولوجية لهذا الرئيس أو ذاك.