الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أزمة اليمين بعد ترامب

بعد عدم قبول الرئيس دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية، وما تلاها من أحداث اقتحام الكابيتول، بدأت الحركات اليمينية والشعبوية ـ التي كانت تنظر إليه كرمز ـ بالابتعاد عنه، والشعبويون الأوروبيون الذين نظروا إلى ترامب كمثل يحتذى أداروا له ظهورهم.

أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا اعتبرت هزيمة ترامب، الذي كان رمزاً لنجاحها وداعماً قوياً لها، سيئة بما فيه الكفاية، ولكن رفضه القبول بالهزيمة والعنف الذي تبع ذلك دمّر فرصة ظهور قادة على شاكلته في أنحاء القارة الأوروبية.

ما حدث في الكابيتول بعد هزيمة دونالد ترامب كان نذير شؤم على الأحزاب الشعبوية، فالرسالة التي وصلت للجمهور أنه لو تم انتخابهم فلن يتركوا السلطة بسهولة، ولو خسروا فسيثيرون الفوضى.


ما حدث في مبنى الكابيتول كان بمثابة تحذير لدول مثل: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا، التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً لحضور اليمين المتشدد فيها.


كما أن الاضطرابات كشفت عن أن دليل عمل الحركات الشعبوية يقوم على معادلة «نحن ضد الآخر»، وهو ما يؤدي إلى العنف، لأنهم حولوا الآخر إلى عدو وليس معارضاً أو مختلفاً في الرأي.

الأحزاب اليمينية في أوروبا تشعر بالخطر من الأحداث الأمريكية، وظهر هذا في ردة فعلها، وقام كل حزب منها بإبعاد نفسه عن الأحداث أو التزم بالصمت.

ففي فرنسا، زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان التي تستعد لمنازلة الرئيس إيمانويل ماكرون في انتخابات مارس 2022، وكانت من الداعمين الأشداء لدونالد ترامب والبريكست البريطاني، وتبنت موقف الرئيس الأمريكي حول سرقة الانتخابات الرئاسية وتزويرها، انتهت إلى القول: إن الأحداث في واشنطن «صدمتها»، وتراجعت لوبان حيث شجبت «أي فعل من العنف يستهدف تخريب العملية الديمقراطية».

وفي هولندا انتقد الزعيم اليميني المتطرف جيرت ويلدرز الهجوم على المجلس التشريعي الأمريكي، ونشر ويلدرز تغريدة، قال فيها «يجب احترام نتائج الانتخابات سواء ربحت أم خسرت».

واصطف الزعيم اليميني الهولندي المتطرف تييري بودي مع ترامب والحركة المعادية للقاح فيروس كورونا، وشكَّك باستقلالية القضاء و«البرلمان الزائف»، ويواجه مشكلات بسبب تعليقات معادية للسامية، تسببت بصدع في حزبه، ولم يكن لديه الكثير لقوله بعد اقتحام الكونغرس.. هناك شعور واضح بخيبة أمل الأحزاب اليمينية في وسط أوروبا، ويبدو أن العالم بالنسبة لها سيكون أكثر يتماً.