الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

شتاء أمريكا.. المضطرب

يوم 20 يناير الماضي، تمَّ تنصيب رئيس الولايات المتحدة الجديد جو بايدن، وبدأت إدارته عملها، ودعا في أول خطاب له إلى الوحدة، وقال: إنها تمثل الطريق الوحيد إلى المستقبل، إلا أن هناك ما يؤكد أن الرغبة في الانتقام من دونالد ترامب هي الاتجاه السائد.

اتّضح هذا من خلال تأكيد أعضاء حكومة بايدن الجديدة على أن ترامب لم يكن يتبنَّى خطَّة لمكافحة كورونا، وكان من نتيجة ذلك أن مات أكثر من 400 ألف أمريكي، وهذا بالرغم من أن فضل التسريع في تحضير اللقاح ضد الوباء يعود له، وهناك دعوات متكررة من الصحافة بإغلاق قناة «فوكس» التلفزيونية الناطقة باسم الجمهوريين.. وتكاد كل التعليقات التي نطالعها هذه الأيام تشير إلى أن المجتمع الأمريكي أصبح منقسماً.

في هذا السياق، كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» قال فيه: «إن تجربة ترامب المرعبة انتهت، إلا أن الأمة أصبحت منقسمة ومريضة، ومن المهم الآن أن تعمل الصحافة على فصل المواد الخبرية عن مقالات الرأي».


العديد من المحللين السياسيين أشاروا إلى نقطة الضعف الأساسية الكامنة في العقلية الأمريكية الحالية، فقالت «أسما بارلاس» البروفيسورة السابقة في جامعة نيويورك في مقال نُشر يوم 18 يناير: «إن آراء الغالبية العظمى من الأمريكيين تقوم على نظرة للعالم مغرقة في بساطتها، وأساسها أنها تقارن بين صورة أمريكا الفريدة أخلاقياً بصورة عالم شرير وخطير غارق في التعصب والعنف».


وبعد أحداث يناير، لم يعد هناك إلا حفنة من أولئك الذين يزعمون أن الولايات المتحدة هي منارة الديمقراطية، والعديد من المحللين السياسيين في الدول النامية شبّهوا مشاهد العنف والفوضى التي شهدتها العاصمة الأمريكية، بتلك التي تشهدها بلدان «جمهوريات الموز» و«دكتاتوريات العالم الثالث».

ولا شك بأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة هي تمهيد للمزيد من الانقسام في مجتمعها، وبداية لنوع جديد من المشكلات والتحديات، ومن سوء الحظ أن ذلك كله يحدث في وقت يشتد فيه خطر وباء كورونا، ويتزايد فيه عدد من يموت من الأمريكيين كل يوم بسببه، ولقد تجاوز عدد الوفيات بسببه في العالم أجمع 2 مليون.

هذه «الدراما» الأمريكية أثارت اهتمام العالم كله، وهي التي دفعت الأمين العام للأمم المتحدة غويتيريش في 15 ينايرالجاري للقول: إن عدم تنسيق الجهود العالمية لإنهاء أزمة كورونا سوف يؤدي إلى إطالة عمر الوباء وزيادة عدد الوفيات بسببه، وخاصة في الدول الفقيرة.