الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تركيا.. تحولات الساحة السياسية

تشعر المُعارضة التركية بأنها أمام مسؤوليات كبيرة لتغيير الواجهة السياسية في بلادها، بعد استقرار طويل نسبياً دام عقدين، والشعارات التي تتفق عليها أحزاب المعارضة القائمة والجديدة هي تغيير الرئاسة، والهيمنة على البرلمان، وإعادة النظام البرلماني، وتغيير السياسة الاقتصادية والسياسة الخارجية، ومشروعها أن تتوحد جهودها ولو بالتحالفات الحزبية الحالية والمستقبلية قبل الانتخابات وبعدها، في ظل أوضاع محتقنة في الداخل من الناحية الاقتصادية، وارتفاع دعاوى الفساد تجاه الحزب الحاكم.

وما يشجع المعارضة على ذلك التغيير الحاصل في الرئاسة الأمريكية مع إدارة جوزيف بايدن، الذي وعد في خطاباته السابقة بدعم المعارضة التركية ومساعدتها على تغيير السلطة السياسية ضد حزب العدالة والتنمية ورئيسه، وهو ما مهَّد له الرئيس السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على تركيا، إضافة للعقوبات الأوروبية.

بدأت إجراءات المعارضة بتأسيس أحزاب سياسية في السنة الماضية، وتسعى لتأسيس أحزاب أخرى في السنة الجديدة، ومحاولة جمعها في تحالفات أقوى من ذي قبل، بهدف خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بما يضمن لها ولو نظريّاً تحقيق أكبر قدر من الانتصار.


دعت المعارضة إلى انتخابات مبكرة، باسم حزبي الشعب الجمهوري بزعامة كلجدار أوغلو وحزب «الخير» بزعامة ميرال أكشنار وهما أكبر حزبين ممثلين في البرلمان التركي، بينما يرفض أردوغان إجراء أي انتخابات مبكرة، ويؤكد أنها ستكون في موعدها المحدد في يونيو 2023، بل يسعى التحالف الحاكم إلى سن قوانين تحول دون دخول أحزاب جديدة للبرلمان، بما فيها حزب داود أوغلو حزب المستقبل، وحزب علي باباجان حزب الديمقراطية والتقدم، من خلال فرض شروط تعجيزية في عدد الفروع في الولايات التركية وعدد أعضاء فروع الأحزاب، فضلاً عن شرط العتبة الحزبية لدخول البرلمان أيضاً.


الأحزاب الجديدة، وإن كان تأثيرها لا يزال ضعيفاً، ستعطي الساحة في تركيا تفاعلات غير مسبوقة، ومنها حزب «حركة التغيير» بزعامة مصطفى ساريغول، الذي أعلن عنه في ديسمبر الماضي وهو الرئيس السابق لبلدية منطقة شيشلي، والحزب «الديمقراطي» بقيادة رشيد آكنجي، وهو حزب كردي، في ظل دعوة لزعيم الحركة القومية باهتشلي لحل حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين ديمرطاش، وحزب «التجديد» الذي أعلن تأسيسه يلماز أوزتورك قنصل تركيا السابق في الموصل في يوليو الماضي.. هذه الأحزاب ستُدخل قبل موعد الانتخابات حركة فاعلة ومتغيرة ومزدحمة أيضاً على الخريطة الانتخابية المستقبلية، ليس التحالف الحاكم بعيداً عنها، من جهة التفكك أو استقطاب أحزاب أخرى لتحالفه، أو التأثير على انقسامات تحدث في تحالفات المعارضة لإضعافها وتشتيت أصواتها.