الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الاستثمار والتكسب من الإرهاب

تبنى تنظيم داعش التفجير الذي وقع في أحد الأسواق الشعبية بالعاصمة العراقية بغداد، السوق مقصد المواطنين الفقراء، أودى تفجيره بأكثر من 30 قتيلاً وقرابة 100 جريح، وبعد هذا التفجير ألقت أجهزة الأمن العراقية القبض على خلية نائمة تابعة للتنظيم مكونة من 5 أفراد، وبالتحقيق معهم أفادوا بأن التكليفات صدرت إليهم بإعادة تنظيم أنفسهم والاستعداد لشنِّ عمليات جديدة.

في سوريا كذلك نشطت خلايا داعش في الشهر الأخير وشنت عدة عمليات ضد أفراد من الجيش السوري، وفي تونس تم ضبط مجموعة إرهابية كانت تخطط لعملية كبرى داخل تونس، في التوقيت نفسه وقعت عملية إرهابية داخل الجزائر.

الواضح أننا إزاء صحوة لخلايا داعش وغيرها من مجموعات العنف والقتل، وعلينا أن نتوقع المزيد من العمليات الإرهابية في الفترة المقبلة.


لقد بات من المعلوم أن سيطرة داعش على الموصل في العراق وتدمر في سوريا لم تكن بعيدة عن رغبة بعض الحكومات في المنطقة ومساعدتها، فبعضها فتح ممرات آمنة للإرهابيين كي يدخلوا سوريا، ومايك بومبيو، أكد ذلك قبل مغادرته الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي.


بعض الدول باتت الملاذ البديل لتنظيم القاعدة بدلاً عن أفغانستان، وهناك كثير من الشواهد على صحة ذلك، اثنان من أخطر أعضاء القاعدة المصريين، فتح لهما الرئيس الراحل محمد مرسي مطار القاهرة سنة 2012، وهنا يصبح التساؤل ملحّاً: لماذا النشاط الإرهابي الآن؟

شئنا أم أبينا هي رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، ليست من داعش والتنظيمات الإرهابية فقط، لكن من النظم التي تستثمر وتتكسب من الإرهابيين.

الدواعش يقولون إنهم لا يزالون هنا، وإن تصفية البغدادي لا تعني نهايتهم، ومن ثم لا بد من التفاهم معهم واعتبارهم طرفاً في معادلات وحسابات المنطقة، كما فعلت إدارة ترامب ومن قبلها إدارة أوباما مع طالبان في أفغانستان.

وهي رسالة إلى العالم بأن هناك ما هو أهم من الملف النووي، ويجب تهدئة هذا الملف تماماً، والبدء فوراً في التفاهم حوله، ويجب أن يسبقه ملف الإرهاب وضرورة حماية الدولة العراقية.

وهناك دول أخرى ترغب في عدم استقرار سوريا والعراق، ما يمنحها الحق في التدخل بقواتها في سوريا، واحتلال مناطق مختلفة من سوريا، واستكمال معركتها الوجودية مع خصومها.

ليست هذه كل الأطراف، فهناك الداخل السوري والكثير من الفواتير في مجالات الديمقراطية والتنمية وإعادة كتابة الدستور، وهذه كلها يمكن أن تؤجل إلى حين الانتهاء من الدواعش وغيرهم.