الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

العراق.. داعش والمصالحة الوطنية

على خلفيّة التفجيرين الانتحاريين الأخيرين في بغداد، يبدو أن الجماعات الإجرامية والإرهابية (داعش وأخواتها) في العراق أرادت إيصال رسائل ذات دلالات رمزية وأبعاد سياسية، لا تخفى على الحصيف، فالتوقيت والمكان يراد منهما إعلان صريح للإدارة الأمريكية الجديدة بأنها لا تزال موجودة، ولدق الناقوس للخلايا النائمة، وإنذاراً لعودة الأنشطة الإرهابية، واستثماراً لانشغال العالم بالجائحة، وتدميراً لمفهوم الدولة الوطنية عبر ذيول تابعة لدول خارجية.

المعركة ضد الإرهاب أظهرت بأنها إرادات سياسية ومؤامرات خارجية بصبغة دينية، ومن أجل إشعال الحرائق في الأمة العربية، وليس صيانة لمكتسبات الإسلام وثوابته، والقول بهزيمة تنظيم (داعش) لا تعني انتهاءه، حيث هناك محاولات يومية منه للوصول إلى بغداد تم إحباطها بعمليات استباقية، وهذه الخلايا النشطة تتعاطى كلياً مع تعليمات القيادات السياسية الداخلية والخارجية، وتشكّل معضلة أمنية، ومؤشراً لثغرة يجب الإسراع في ردمها.

الإشكالية في العراق، التناقضات والتخبط السياسي في منطقة مستعرة، ذلك أن فقدان المهنية والوطنية العالية أفضت بالأطراف المختلفة إلى التنازع حول تقاسم الدولة سلطاتها وخيراتها، وإلا ما الذي يجعل المنظومة السياسية والأمنية والقضائية غير قادرة على وقف هجمات المتطرفين؟ مع أن هناك أرتال الدعم اللوجيستي للتحالف الدولي يقوم بالحماية والمساندة؟!

وللحد من قدرة داعش على الاختراق في العراق أو بناء حواضن جديدة، والنظر في أساليب التنسيق والتعاون، ليست هناك حاجة إلى ترميم الدولة بل إلى ترميم مبدأ المواطنة الصالحة والمصالحة الوطنية، لكي يحيا الإنسان العراقي مرفوع الرأس في وطنه.