الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المنشغلون بالنساء

لا نجاح ولا استقرار لأي مجتمع في العالم دون المرأة، فالله عز وجل لم يخصّها بميزة حمل الخلق الجديد بدون حكمة خفية، رغم أن دراسة في جامعة ستانفورد عام 2012 أظهرت أن المرأة عموماً تشعر بالألم بصورة مكثّفة أكثر من الرجل، فلنا أن نتخيّل كيف لكائن له قدرة استشعار كبيرة جداً أن يخوض تغيرات بيولوجية ونفسية هائلة لأجل استمرار الحياة على الأرض، فلا عجب أن تثير المرأة اهتمامات الباحثين من الجنسين للتعرّف إليها أكثر.

لكن هذا التعرف يجب ألا يتجرّد من الصبغة العلمية والمنطقية كي يتم استقباله بالشكل المأمول، إذ لا يمكن التنظير حول المرأة دون فهم الظواهر المتّصلة بها من كافة جوانبها، فنتناول الظاهرة ومفاهيمها المجرّدة مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف المختلفة للمجتمعات.

لكننا نشهد بين الفينة والأخرى استهانة بدورها من كنا نحسبهم من النخبة، فنراهم يعمدون إلى تسطيح حالات إنسانية أو حقوقية أصيلة، فيُبدون رأيهم بعد ملاحظة عابرة على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، دون أن يدركوا أن عملهم قد يكون مضلّلاً لمن سيقاومون تصحيح الصور النمطيَّة بطبيعة الحال.


وقد نتفهّم الملاحظات القاصرة إن جاءت مرة أو مرتين، لكن أن يتم تكرارها بلا منطق أو هدف يعني أن هناك محاولات مقصودة لإحباط جهود النساء في تسليط الضوء على قضاياهن المهمة، لا لاعتبارات علمية أو فكرية راسخة، بل فقط لأن هذا ما اعتادت عليه هذه النُخب وقد يكون الأفضل بالنسبة لها.


نحن بحاجة إلى من ينشغل بالمرأة على النحو الذي يليق بها كإنسان أولاً، وأن نتعامل معها من هذا المنطلق الإنساني، وليس من منطلق الجنس الآخر وحسب.