الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تركيا وإدارة بايدن.. العلاقة والتوتر

تجد تركيا نفسها أمام اختبار مع الإدارة الأمريكية الجديدة في البيت الأبيض، فالرئيس التركي يقول إنه لا يعلم ما هو موقف الرئيس بايدن بخصوص التعاون العسكري لإنتاج الطائرة (إف 35)، التي أوقفت إدارة ترامب التعاون في إنتاجها مع تركيا، بسبب شراء تركيا لصواريخ (إس 400) الروسية وتشغيلها العام الماضي، وهو ما اعتبرته أمريكا يمثل خطراً على الأمن الاستخباراتي على الساحة التركية أولاً، وعلى منطقة أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ثانياً، كما صرح وزير الخارجية السابق مايك بومبيو قبل أسابيع، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكية الجديد أنتوني بلينكن، فالرئيس التركي يراهن على إقناع الرئيس بايدن بالعودة للمشاركة في إنتاج الطائرة إف 35، والتعاون بشكل أكبر في سوريا والمنطقة، وبالأخص أن الإدارة الأمريكية غير راضية عن بعض تصرفات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الأشهر الماضية، سواء في تعاونها النفطي مع نظام الأسد، أو فيما تحدثه من اضطرابات مع الأوساط العربية في المناطق.
وبالرغم من التصريحات الهادئة لحكومة حزب العدالة والتنمية نحو الإدارة الأمريكية الجديدة، إلا أن زعيم الحزب الحليف للحكومة حزب الحركة القومية قد وجه انتقاداً لوزير الخارجة الأمريكية بلينكن، حيث اعترض الأخير في أول تصريح له على التعاون العسكري التركي ـ الروسي، حيث وصف بلينكن تركيا بأنها «حليف استراتيجي»، فردَّ عليه زعيم حزب الحركة القومية التركية، دولت بهتشلي، بالقول: «إن تصريحات أنتوني بلينكن المتعلقة بتركيا لا وزن لها ولا تحمل أي قيمة»، وقال باهتشيلي أيضاً: «إن حلفاء تركيا الحقيقيين لا يتعاونون مع منظمة إرهابية معادية لها»، وذلك في إشارة إلى منظمة «بي كا كا/ي ب ك» الإرهابية من وجهة نظر تركية، بينما كان من أوائل التصريحات الصادرة عن الخارجية الأمريكية المطالبة بإطلاق صراح رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرطاش والناشط المدني عثمان كافالا.
هذه التصريحات المتبادلة تبدو مؤشراً سيئاً لمزيد من التوتر بين تركيا والإدارة الأمريكية الجديدة حتى الآن، وبالأخص أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قال: «إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب قضايا دميرطاش وكافالا»، وإنها تشعر ببالغ القلق إزاء استمرار اعتقالهما، وإزاء عدد من لوائح الاتهام الأخرى ضد المجتمع المدني والإعلام والسياسة ورجال الأعمال، كما أشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى أن المحاكمات ذات الدوافع السياسية تخنق التعددية السياسية، وتحدُّ من النقاش السياسي الحر.. فهل تبدأ تركيا عهداً جديداً من التوترات مع إدارة بايدن؟