الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«مارجوري غرين».. إلى أين؟

قد يساور البعض قلقٌ حول موضوع طرح عنصرية فئة من الجمهوريين في الولايات المتحدة، وشرح ثباتها للمستهدفين بها، وأن الإتيان على ذكرها وكشف الستار عنها قد يحبط من عزيمة المستجدين من المهاجرين، ويدفعهم لتجاهل الفكرة برمتها، وعليه بالتفكير في الموضوع ملياً، نتساءل: من قد يرغب بتكريس وقته لدراسة متعصب عنصري؟

موقفي منقسم تجاه هذا القلق، فمن ناحية أتفهم وأتعاطف مع مخاوفه، ومن ناحية أخرى أرى أنه اعتباطي لظروفه كما هي حال السيدة غرين.

فعلى النقيض من قول الإمام النفري: «كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة»، فقد ضاقت الرؤية لدى السيدة مارجوري تايلور غرين عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري لولاية جورجيا، فخابت العبارة عندها من خلال نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تعبرعن آراء عنصرية، وتدعم نظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة، وتحاول الترويج لها في مبنى الكابيتول هيل في واشنطن.


لم يكن ضيق الرؤية لدى غرين ناتجاً عن اتساع العبارة وتشتتها فحسب، وإنما عن نوع هذه الرؤية، أي النظر إلى ما يقترن بها من عنصرية، ضد الإسلام والسامية، وكان هذا بمثابة سبب واضح للخلاف بين قادة مجلس النواب من الجمهوريين الذين أدانوا وبين مَن وقف إلى جانبها، على وجه الخصوص أولئك الذين دافعوا عن الرئيس السابق دونالد ترامب.


تايلور غرين التي تبنت نظريات المؤامرة الأخرى، ونشرت على حسابها في تويتر تغريدات تدعم النظريات المزيفة، التي تدعم الادعاءات الكاذبة بأن هناك تزويراً انتخابياً، قد أظهرت مقاطع فيديو على فيسبوك تقول إن المسلمين لا ينتمون إلى الحكومة، وإن السود واللاتينيين هم «عبيد للحزب الديمقراطي»، وإن المتبرع اليهودي الديمقراطي جورج سوروس كان نازياً.

وقد شطحت مارجوري تايلور غرين بتحركها برفع دعوى عزل ضد الرئيس جو بايدن، المراقبون يؤكدون فضح زيف العديد من ادعاءاتها المتضمنة في بيانها حول مواد المساءلة، مثل الفيديو الذي تزعم أنه يُظهر بايدن وهو يعترف برغبته في حجب المليارات من المساعدات لتأمين معاملة لصالح ابنه.

ما لم تدركه السيدة غرين من خلال الانغماس في عنصريتها، هو حقيقة أن الشخص الذي يدرك فكرة الإنسانية، من موقع المسؤولية، يجعله متفوقاً بفضائل هذا الوجود الواعي، والشخص يبقى فيه فاعلاً واعياً لكرامته وتفوقه واحترامه للآخر، وامتلاكه مجموعة من الصفات التي تجعله قادراً على تطويع الغير باتساع الرؤية كعاقل يفرض سلطانه بالحكمة، ويبقى السؤال: هل يوقف الجمهوريون عضو الكونغرس السيدة غرين أم ستُترك لتعبر عما في دواخلهم؟