الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

كبرياء الذهب.. وشحنة التحفيز

لم يعكس الذهب، خلال الفترة الماضية أي تأثر يذكر بالمخاطر المتربصة بالاقتصاد العالمي، بل إنه تجاهل تفشي سلالات جديدة للوباء، وتغاضى عن تباطؤ وتيرة التطعيم باللقاحات، فخسر 5% خلال شهر واحد فقط، وفقد خلال جلسة دراماتيكية شهيرة 44 دولاراً، ما جعل المضاربين يتخوفون من تكرار «لعنة الأسهم الصغيرة»، وهذا الأمر يطرح تساؤلاً عريضاً حول عواقب تآكل الثقة في الملاذات الآمنة؟

لعقود طويلة، ظل المعدن النفيس وسيلة للتحوط أمام التضخم، وحماية في وجه المخاطر الجيوسياسية، وشكل امتلاكه خياراً جيداً في مقابل العملات التقليدية التي أظهرت انكشافاً قوياً على التوترات المالية، وخلال أوقات الصراع، كان مستثمرو الذهب يُمعنون النظر في الرسومات البيانية لتقدير حجم انطلاقة الأسعار إلى أعلى.

الغريب، أن الأسواق أصبحت لا تكترث بالمخاطر الجيوسياسية، ولعلها إحدى تجليات الوباء الذي قمع هذا النوع من المخاطر، بل إنه حتى لو توترت الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، فلن يتحرك سعر الذهب لأعلى، وربما يحدث العكس ويهبط، إلا أن ذلك لن يمنع المستثمرين من إيجاد مبرر لشرائه، ولهذا فإن العامل الوحيد الذي يتعين المراهنة عليه هو التحليل الفني، حتى يعرف المستثمر متى يبيع الذهب، ومتى يشتريه، ومتى يوقف خسائره.


مع حزمة تحفيز أمريكية هائلة تقارب 2 تريليون دولار، لا يوجد الآن أي مبرر لهبوط المعدن النفيس، ولهذا، رأينا تفاعلاً سريعاً من أسواق الذهب عقب التعهدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن التعجيل بحزمة التحفيز، وسرعة تمريرها من الكونغرس، فارتفع فوق 1800 دولار، وهذا أمر مهم لرفع معنويات المتداولين، وهو المأمول، بمعنى أن الأمور باتت مواتيَة لتسجيل الذهب أرقاماً قياسية خلال الفترة المقبلة.