الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

واشنطن.. والإمارات في مراكز الدراسات

عندما تكون الحكمة السياسية والرؤية الاستراتيجية راسخة بقوة، وعندما تكون الرسالة الإنسانية سامية وواضحة، يمكن للأطراف المعنية الاستفادة بشكل كامل من هذه البيانات في سعيها المشترك لإيجاد حلول سليمة للقضايا، هذا ما يدور في منتديات خبراء العلاقات الدولية عن دولة الإمارات العربية المتحدة بواشنطن، على وجه الخصوص هذه الأيام ومنذ بدء رحلة إدارة الرئيس جو بايدن.

في هذا السياق، تؤكد مراكز الدراسات الأمريكية «ثينك تانك» أنه مع إثبات الإمارات للمرونة في سياستها الخارجية، قد تنجح بامتياز في اجتياز التغييرات المقبلة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة بسهولة أكبر من الحكومات الأخرى.

الرئيس «جو بايدن» لن يتخلى عن الإمارات بحكمته وحكمة قادتها، لكن هناك عدداً من القضايا التي ستختبر العلاقة بجدية، فعلى الرغم من أن الإمارات من المرجح أن تكون في وضع قوي للعمل عن كثب مع إدارة بايدن، فإن التغيير في قيادة البيت الأبيض، يثير الدبلوماسية الإماراتية نحو مزيد من الحكمة، بإدراكها لخبرة أنتوني بلينكن وزير خارجية الإدارة الجديدة وحنكته.


يعتقد الكثيرون في واشنطن أن الإمارات كانت أقوى حليف عربي لأمريكا في «الحرب على الإرهاب»، ومن المحتمل أن تحاول إدارة بايدن البناء على الشراكة الخاصة التي بدأت فيها واشنطن وأبوظبي الاستثمار بكثافة في الأولى في العقد الأول من القرن الحالي، على الأقل في مناطق معينة، كما ذكر تقرير معهد هدسون للباحث باتريك كوانين.


في سياق متصل، أشار تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أن الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والإمارات ستستمر بالتأكيد، وستزدهر في عهد بايدن، ولكن لكي يحدث ذلك بشكل طبيعي، لا بد من بعض التعديلات الطفيفة على الجانبين، فواشنطن تتطلع إلى استمرار التواصل البنّاء مع أبوظبي.

ومن المعروف أن صنع السلام العربي ـ الإسرائيلي، محل إجماع في واشنطن، وليس قضية حزبية، فالحزبان يدعمان بقوة اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، وفي هذا الإطار للإمارات وعي متميز سياسياً، ما يجعلها تتمتع بدرجات متفاوتة من النفوذ التي يمكن أن تمارسه على إدارة «بايدن»، وبشكل أساسي في شكل الاقتراب من روسيا والصين.

لا شك في أن الولايات المتحدة، بقيادة بايدن، لا تريد على وجه التحديد أن ترى الإمارات تعزز شراكتها مع موسكو وبكين على حساب نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، في حين سيحاول فلاديمير بوتين وشي جين بينغ تعقيد أجندة بايدن، ولكن سيكون الديدن للحكمة السياسية والاستراتيجية لقادة الإمارات التي تلعب دوراً مهماً في موازنة هذه القوى في المنطقة.