الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

قصة توقيف بث «بي بي سي»

أصدرت هيئة تنظيم البث في الصين يوم الجمعة، 12 فبراير، قراراً بشأن وقف بث قناة (بي بي سي وورلد نيوز) في الصين لانتهاكها الخطير لدفتر الشروط، وشاهدنا ردود فعل متباينة على هذا الحدث، فالبعض أيّد الصين في قرارها والبعض لم يعجبه القرار، وهذا أمر طبيعي فهؤلاء لا يعلمون القصة ولا الرواية التي تحاول BBC ترويجها عن الصين وعن قضاياها الداخلية، ويمكننا القول إن طرد بي بي سي من سوق الإذاعة والتلفزيون الصيني هو عقوبة مستحقة لما اقترفته القناة من أعمال هددت فيها المصلحة الوطنية للصين، وتدخلت بشكل سافر في قضاياها الداخلية، بل تعمدت مراراً إثارة الفتن وفبركة الأخبار الكاذبة حول سياسات الحكومة الصينية.
القناة الإخبارية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC قامت بإعداد الكثير من التقارير المغلوطة عن الصين، وتهاجمها في كل قضية وحدث وكأنها في حرب بينها وبين بالصين، ولم تلتزم القناة بشروط العمل الإعلامي القائم على نقل الحقيقة، لا تشويهها أو تغييرها، والمصيبة الكبرى أن الصين فتحت أبوابها لجميع القنوات الأجنبية لنقل الحدث وتصوير الأخبار والتقارير عن الصين، ولكن هذا لا يعني أن تقوم أي قناة بالمساس بالوحدة الوطنية، ومحاولة إشعال فتيل الفتن بين أطياف الشعب الصيني، في حين تزعم أنها القناة الأكثر مصداقية في العالم في حين أنها كثيراً ما تُفبرك الحقائق.
فيما يخص قضية منطقة «شينجيانغ» ذاتية الحكم لقومية الإيغور فقد كذبت بي بي سي مراراً وتكراراً وأصدرت تقارير مغلوطة ولا تمت بصلة للواقع، وقد أصدرت بي بي سي أكثر من 40 تقريراً نشرت فيها سلسلة من الأكاذيب مثل «العمل القسري» و«الإبادة الجماعية» ما ألحق أضراراً خطيرةً بالتضامن بين أبناء مختلف القوميات في البلاد ومشاعر الشعب الصيني، وما يؤكد أن بي بي سي لا تملك أي معلومة حول شينجيانغ، فهي لا تعرف حتى مكانها على خريطة الصين، فخلال إحدى نشرات الأخبار تم إظهار خارطة الصين وتم تحديد شينجيانغ على أنها قريبة من هونغ كونغ، في حين أنها تقع شمال غربي الصين، فمن أين تأتي بالحقائق وهي تجهل أبسطها، وفيما يخص فيروس كورونا فكثيراً ما حاولت ربط مدينة ووهان بأنها مصدر الفيروس، هذا بخلاف قيامها بنشر تقارير حول إخفاء الصين للفيروس، ولهذا فإن قرار توقيف بث بي بي سي من الصين كان له أسبابه، وهذه قصته، وعلى العالم أن يدرك خطر وجود مؤسسة إعلامية ذات انتشار واسع تفبرك الحقائق، وتحاول إثارة الفتن.