الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحرب على الإرهاب في«دول الساحل»

اعتبرت قمة ندجامينا لدول الساحل وفرنسا منعطفاً هاماً في تاريخ المنطقة والحرب الدولية على المجموعات الإرهابية في المنطقة.

غير أن زخمها الإعلامي قل بكثير بسبب عدم حضور الرئيس إيمانويل ماكرون مع رؤساء دول الساحل الخمسة نتيجة جائحة كورونا التي فرضت عليه المشاركة عبر الفيديو.

وبالرغم من هذه الظاهرة أصرت الدبلوماسية الفرنسية، على الاعتبار أن هذه القمة مناسبة لاتخاذ قرارات حاسمة في عملية الانخراط الدولي لمحاولة الإرهاب وضمان استقرار المنطقة.


وقد جاء هذا الإصرار عبر مساءلة علنية لدور فرنسا في المنطقة، التي كانت هبت عبر عملية سيرفال وبعدها بارخان لإنقاذ دول الساحل من الخطر الإرهابي، الذي كان يهدد بالاستيلاء على الحكم فيها، وذلك بالرغم من تداول وسائل الإعلام الفرنسية لفرضية تشكِّك أصلاً في تواجد هذه القوى الإرهابية، بالخطر والكثافة اللتين تبرران الحرب الفرنسية في المنطقة.


عبر هذه القمة عزمت فرنسا على تقليل نسبي لعدد جنودها المنخرطين ميدانياً في الحرب على الإرهاب، واللجوء إلى القوى الإقليمية لتحل تدريجيّاً محلها، مع ضمان تكوين عناصرها، والسهر على توفير التمويل الضروري لها.

قمة ندجامينا كانت مناسبة أيضاً لمناقشة بندين أساسيين، يحددان طريقة الحرب على الإرهاب في المنطقة.. البند الأول يطال الجهود الفرنسية لإقناع الشركاء الأوربيين بدعم أكثر فاعلية في هذه الحرب، وقد شكلَّت قوة تحمل اسم تاكوبا وهي مكونة من قوات خاصة أوروبية، نواة هذا الانخراط الأوروبي تريده فرنسا أكثر كثافة لرفع العبء العسكري والمالي عليها.

أما البند الثاني، فهو سياسي بامتياز، وطال التأكيد المبدئي على ضرورة عدم الدخول في مفاوضات سياسية بين زعماء بعض دول الساحل و أمراء الحرب، للتوصل إلى تفاهمات وتقاسم السلطات.

وهنا الإشارة واضحة إلى استعداد بعض الشخصيات المالية للتفاوض مع رجال مثل الداعية «حمادو كوفا»، أو زعيم مجموعة دعم الإسلام والمسلمين «إياد آغ غالي» الذي لا يُخفي علاقته مع نظام القاعدة.

يشار إلى أن هذه القمة الفرنسية ـ الساحلية تلقت هديّة أمريكية لم تكن تنتظرها، وهي التأكيد من طرف وزير الخارجية أنطوني بلينكن على استمرار الدعم الأمريكي لهذه الحرب، في الوقت الذي كان دونالد ترامب قد هدّد بسحبه قبل أن يغادر البيت الأبيض.