الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

العالم بحاجة للشرق

ماذا لو كان الشرق العربي يُجاري الغرب ويُساير حضارته حذو القذة بالقذة؟ كثيراً ما يتبادر إلى ذهني هذا السؤال، ويُجبرني على تخيّل كل السيناريوهات التي من الممكن أن تكون عليها البشرية لو كان الشرق متوهّجاً ومتألقاً مثل ما كان في سابق عهده.

التساؤل هذا مردّه إلى الوضع المقلق الذي آلت إليه البشرية والمستقبل الغامض الذي ينتظرها في ظل قيادة شبه كاملة من الغرب.

الثناء على ما قدمه الغرب للبشرية من تطوّر، يسير بسرعة الصاروخ، يجب ألا يُثنينا عن التطرّق إلى ما واكب هذا التقدّم من تبعات كارثية قد تقود البشرية بأكملها إلى نفق مُظلم لا تُعرف نهايته، فالرأسمالية التي يعود إليها فضل كبير فيما وصلنا إليه من توافر جميع وسائل الراحة والرفاهية والتقدّم، نرى أنها تسير في الاتجاه المعاكس للمستوى الأخلاقي والإنساني، وربما بسرعة أكبر.


عندي قناعة بأنه لو قُدّر أن يكون الشرق متقدماً ومزدهراً على جميع الأصعدة، لربما كان الوضع في العالم أفضل بكثير مما هو عليه الآن، لأنه سوف يخلق نوعاً من التوازن ليس على المستوى العسكري والاقتصادي فحسب، بل على مستويات أهم من وجهة نظري، وهما الجانبان الأخلاقي والإنساني.


وجود قوة عظمى وحيدة تفرض على الآخرين سياستها وثقافتها، بجميلها وقبيحها، ليس في صالح البشرية وهو أشبه بقيام شخص بالمشي في حقل ألغام مغمض العينين متوقعاً النجاة على الدوام.. هنا يطرح السؤال الآتي: هل الغرب مؤهل إنسانياً وأخلاقياً لقيادة البشرية؟

هذا السؤال يطفو على السطح من مختلف الثقافات بما فيها الغرب، الذي يعاني هو أيضاً من تبعات ثقافته.