الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بريطانيا تستثمر في القمة

تكبدت بريطانيا أضراراً اقتصادية مضاعفة بسبب تزامن جائحة كورونا مع مغادرتها الاتحاد الأوروبي، التي سعى إليها التيار المحافظ بقيادة رئيس الوزراء بوريس جونسون، وتسببت في حرمانها من فرصٍ استثمارية ثمينة، أما الجائحة، بالإضافة إلى أضرارها البشرية الهائلة، فقد أعاقت السياحة، التي تشكل 10% من الناتج المحلي الإجمالي، البالغ 3 ترليونات دولار.

وللتعويض عن هذه الخسائر، والاستعداد لخوض المستقبل منفردة، لجأت الحكومة البريطانية إلى الترويج لمنتجاتها وصناعاتها والسياحة فيها، عبر الاستثمار في استضافة المؤتمرات الدولية في عدد من مدنها الرئيسية، من أجل تنشيط الحركة الاقتصادية أولاً، والترويج للسياحة المستقبلية في مدنها الأثرية والمناطق ذات المناظر الخلابة ثانياً.

ولأن بريطانيا تترأس حالياً مجموعة الدول الصناعية السبع، (جي7)، فإنها ستستضيف القمة المقبلة لزعماء هذه الدول، وهي الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وبريطانيا، وقد اختارت الحكومة مدينة «كاربِس بَي» الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي، قبالة أيرلندا وفرنسا وإسبانيا، مكاناً لانعقاد القمة.


وتقع «كاربِس بَي» في مقاطعة كورنوول، المعروفة بجمال طبيعتها وتاريخها العريق، وهي امتداد بري محاط بالبحر من جانبيه، تتميز بسواحلها الجميلة التي يرتادها البريطانيون في العطل، خصوصاً من جنوب إنجلترا الغني، الذي يمثل العمق التقليدي للتيار المحافظ، والقاعدة الأساسية لحزب المحافظين.


ويقدِّر اقتصاديون أن مؤتمر جي7 سوف يرفد المنطقة بأكثر من 70 مليون دولار، أثناء فترة انعقاده القصيرة، بينما يسلط الأضواء عالمياً على هذه المنطقة، ما يجعلها وجهة سياحية عالمية.

كما تستضيف بريطانيا مؤتمراتٍ دولية عديدة خلال 2021، تتوزع في مدنها المختلفة، كي تسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، والترويج لصناعاتها، وتشجيع فرص الاستثمار فيها، ومدينة غلاسغو، أكبر مدن إقليم اسكتلندا ستستضيف في نوفمبر، وعلى مدى 12 يوماً، المؤتمر الدولي للمناخ، وهو حدث دولي كبير، بينما تستضيف مدن إدنبرة وليفربول ومانشستر وأوكسفورد وبيرمنغهام، عشرات المؤتمرات الدولية، في مجالات علمية واقتصادية وتعليمية وبيئية على مدار العام، أما العاصمة لندن، فستكون لها حصة الأسد من المؤتمرات الدولية.

وعلى الرغم من أن هذه المؤتمرات تكلف الحكومة والمؤسسات البريطانية أموالاً طائلة، إلا أنها تسهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني والتعريف ببريطانيا وثقافتها واقتصادها ومنتجاتها وقدراتها، وهذا يشكل استثماراً في المستقبل، خصوصاً أنها أصبحت تتنافس منفردة في عالم يتزايد فيه المتنافسون وتشتد المنافسة.