الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

افتراضيّاً.. بايدن في ميونيخ

عبر تقنية الاستوديو الافتراضي والربط السايبري عابر ضفتي الأطلسي تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مؤتمر ميونيخ الذي يكبره بنحو عقدين!

تغير العالم كثيراً من عام 1963 وحتى يومنا هذا، لكن الغاية لا تزال كما أرادها المؤسسون، وهي التوافق وليس بالضرورة الاتفاق على السياسات الأمنية أو أمن السياسات، اقرأها كما يحلو لك، من اليمين إلى اليسار أو العكس.

حجر الزاوية يبقى ـ شئنا أم أبينا ـ هو الأمن ومن ثم الاقتصاد، حتى في ظل جائحة الفيروس فإن المسألة لا تخرج عن المفهومين من حيث المس بالأمن الصحي الذي لا ينتهي بخير لا اقتصاديّاً ولا سياسيّاً والأهم لا اجتماعياً أيضاً.


ابتعد عن خطابات مؤتمر ميونيخ على تنوع المشاركين به، إلى مياه الخليج العربي التي تمكنت القيادة الأمريكية الوسطى في عمليات نوعية مؤخراً من إحباط عمليتي تهريب مخدرات كبيرتين في غضون فترة قصيرة نسبياً، تزامن ذلك مع الإعلان في أمريكا عن سجن مجرمين بعد إدانتهما بمحاولة تهريب أرطال من المخدرات من أمريكا إلى الضفاف الشرقية للمحيط الأطلسي عبر «جيت سكي»، تخيلوا تلك رحلة التي تستغرق 7 ساعات من الطيران على علو يبلغ آلاف الأقدام.


الإرهاب اتجار بالموت والرذيلة، رذيلة تبدأ بالجشع وشهوة السطوة والتوسع وتنتهي بهدر الموارد الطبيعية وإزهاق الأرواح، تماماً كما الاتجار بالسموم المعرفة تارة بالمخدرات وتارة بالمحفزات أو المنشطات، لا فرق بين ما يروجون له هيروين، كوكائين، أو كبتاغون وقات، فقتل الإرادة يسبق قتل النفس تخديراً أو تحفيزاً (تثويراً) فالترياق القاتل واحد، سم زعاف.

ألف باء كسب أي حرب، حسن تشخيص العلة وتحديد الهدف بمعنى من هو العدو؟.. صحيح أن لا عداوة دائمة في السياسة، لكن تلك معادلة العقلاء الحكماء لا معادلة تجار الموت إرهاباً كان أم مخدرات.

يعلم العارفون بالأمور ميدانياً، أن البيان الصحفي والخطاب السياسي شيء واللغة العلمية والمعرفة العملانية شيء آخر، فمن غير المعقول أن تبشر بعودة الدبلوماسية من جهة، وتخرق قواعدها من جهة أخرى، ومن الصادم حقاً انتظار نتائج مغايرة للمقدمات ذاتها فيما يخص مثلاً التعامل مع نظام معادي أو ميليشياته في أربع دول عربية.

كيف تكون العودة محمودة إلى اتفاق إيران الذي اختزل تضليلاً في وسائل الصحافة العالمية إبان إدارة أوباما – بايدن الثانية بأنه اتفاق طهران النووي؟، ألم يصدق اعتداء إربيل الصاروخي؟.. ما دفع الرئيس دونالد ترامب للانسحاب وبدء الحساب!