الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لكي تعود «أمَّة اقرأ»

المجتمعات العربية بحاجة للقراءة لمواجهة تحديات المستقبل، وتطوير الأوضاع الاقتصاديّة، وتحسين جودة الحياة، وزيادة الإنتاج الأدبي، ومع ذلك أثخنت أمّتنا العربية ويلات الحروب والفتن قتلا وتدميراً.. فهل للقراءة مكان ونصيب في حياة المواطن العربي في ظل هذه المعارك اليومية الطاحنة؟

بيانات اتجاهات القراءة في العالم العربي تروج بأن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع الصفحة للفرد سنوياً، ويقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً.. ولعل ما بات واضحاً، بأن هذه البيانات غير منصفة بل جائرة، لأن الأرقام المحبطة نتيجة واضحة، للأحداث الدامية لأهم الدول العربية الخمس (العراق، سوريا، اليمن، ليبيا.. ولبنان) حيث دُمّرت البنية التحتية بسبب الحروب العديدة التي شهدتها، والعنف المتواصل، وتهديدات تنظيم «داعش» التهمت ما تبقّى من الأمل لأجل القراءة.

الشباب العربي محرومون في ظل هذه الظروف الكارثية من الوصول إلى عدد كبير من المكتبات، والصحف، وأجهزة الكومبيوتر، ما عدا الوقت القسري للتفرغ للقراءة الخاطفة؟!

كما لا تتجلى المعضلة أيضاً في معدلات الطباعة، أو باضطراب علاقة الجيل الجديد بثقافة القراءة، ولهذا شهدت معدلات القراءة وإنتاج الكتب ونسخها وتداولها في الوطن العربي حالة من التراجع؛ لأن وجود العديد من المتضررين، والمهجرين، واللاجئين، جميعها من العوامل المعيقة، ناهيك كون النخب في هذه الأوطان تعيش واقعاً متأزماً، مليئاً بالخوف؟



لذلك وجب القول: إن أمة اقرأ لا يمكن أن تقرأ إلا إذا أصبحت آمنة مطمئنة، وتوفرت لها سبل الحياة اليومية الكريمة، وحصل المواطن العربي على حقه الإنساني من أجل بناء دولته ومؤسساته الوطنية، والحفاظ على سيادته ووحدته وعروبته، لكي يكون لها مكان لائق في الراهن والمستقبل.