الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مستقبل العلاقات التركية - الأمريكية

بعد أكثر من شهر من تولي الإدارة الأمريكية الجديدة لم يتغير شيء في العلاقات التركية - الأمريكية، على الرغم من محاولة الحكومة التركية أن تحسن علاقاتها مع أمريكا بعد أن ختمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات عسكرية واقتصادية على تركيا.

وجاء التصريح الأول من الإدارة الأمريكية بمطالبة الحكومة التركية بإطلاق سراح صلاح الدين ديمرطاش والناشط المدني عثمان كافالا، وفي ذلك مؤشر على أن الإدارة الأمريكية تولي قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان أولوية في العلاقات مع تركيا، حيث عبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أنها تشعر ببالغ القلق إزاء استمرار اعتقالهما وعدد من لوائح الاتهام الأخرى ضد المجتمع المدني والإعلام والسياسة ورجال الأعمال، كما انتقد المحاكمات ذات الدوافع السياسية التي تخنق التعددية السياسية، وتحد من النقاش السياسي الحر بحسب قوله.

إن هذه الانتقادات الشديدة من الإدارة الأمريكية الجديدة لتركيا مؤشر على عدم رضا إدارة بايدن عن سياسات الحكومة، وليس السياسة الخارجية، حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص السابق بشأن سوريا جيمس جيفري: «إن من أسباب تأزم العلاقات بين واشنطن وأنقرة، بعد صواريخ إس 400، هو دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية»، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا، والذي تصنفه تركيا تنظيماً إرهابياً، وقال جيفري: «إنه غير متفائل لمستقبل العلاقات بين واشنطن وأنقرة».


وجاء تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ليكشف عن درجة أعلى من التوتر مع الإدارة الأمريكية الجديدة في المجالات العسكرية، حيث قال: «إن الولايات المتحدة لم تردّ على خطاب أرسلته بلاده في مسعى لحل التوترات بشأن شراء أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية الصنع من طراز إس 400»، وكرر آكار ما اقترحه بشأن ما تسميه تركيا نموذج كريت، وقال: «إن صواريخ إس 400 يمكن استخدامها مثل أنظمة إس 300 من قبل قبرص الجنوبية واليونان».


بينما جاءت التعليقات من البنتاغون على لسان المتحدث باسمه جون كيربي قائلاً: «إن تركيا كان لديها فرصة لامتلاك منظومة الباتريوت عدة مرات خلال السنوات العشر الأخيرة، غير أنها اختارت منظومة إس 400 التي أكسبت روسيا النقود ومجال نفوذ، حيث تبلغ قيمتها 5.2 مليار دولار، كما تدّعي أمريكا أن صواريخ إس 400 تشكل تهديداً لطائراتها المقاتلة F-35 وأنظمة الدفاع لحلف شمال الأطلسي، فهل تواجه جهود أنقرة لتحسين العلاقات مع أمريكا طريقاً مسدوداً؟