الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فرنسا.. اللقاح وهوس الحجر

بينما يُحْيِي الفرنسيون والعالم مرور سنة كاملة على انطلاق جائحة كورونا، لا تزال إشكالية الخروج من النفق تطرح بحدة.. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفي محاولة لطمأنة شعبه، وعد بأن فرنسا قد تعيش بداية نهاية المحنة بعد مرور ستة أسابيع، في حين رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون حدد موعداً للنقاهة الصحية والاقتصادية بالحادي والعشرين من يونيو المقبل.

ويترقب الفرنسيون كل أسبوعين مداخلة رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس مصحوباً بوزير الصحة إليفيي فران، لإطلاعهم على آخر مستجدات جائحة كورونا، ولمعرفة القرارات الحكومية المتخذة لمحاربتها، والاتجاه يسير نحو حجر مناطقي عوضاً عن الحجر الوطني.

ويبدو انطلاقاً من الإحصاءات الرسمية، أن حظر التجول الذي فرض على الفرنسيين ابتداء من الساعة السادسة مساء ليس كافياً للحد من انتشار فيروس كورونا، لذلك فكرت الحكومة في اتخاذ إجراءات أكثر حزماً دون العودة إلى الحجر التام.


والفكرة الجديدة التي خرجت بها الحكومة الفرنسية إلى الآن تكمن في اختيار مناطق معينة تظهر الإحصاءات فيها أن الفيروس ينتشر بكثافة أكبر وفرض حجر تام عليها، واختيار الحكومة لهذه الحجر المناطقي عوضاً عن الحجر الوطني ينبع من قناعة بأنه يجب عدم معاقبة بعض المناطق الخالية من الفيروس تحت ذريعة سياسة وطنية لمحاربته.


وبينما كانت الحكومة تصيغ مقاربتها الجديدة للحد من انتشار الفيروس، أطلقت عمدة مدينة باريس آن هيدالكو مفاجأة من العيار الثقيل عندما اقترحت وضع مدينة باريس تحت الحجر التام لمدة ثلاثة أسابيع، على أمل أن يتم بعد ذلك إعطاء الضوء الأخضر للمقاهي والمطاعم و دور المسرح والسينما بفتح أبوابها.

وقد تسبب هذا الاقتراح بلغط كبير في المشهد السياسي الفرنسي، إذ طُرحت بحدة إشكالية الصلاحيات بين ما هو حكومي وما هو مناطقي، كما عكس هذا الجدل الاستعمال السياسي لتداعيات جائحة كورونا في فرنسا.

فالاشتراكية آن هيدالكو عمدة مدينة باريس لا تخفي طموحتها لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة كضيف ثالث، ومفاجئ للثنائي إيمانويل ماكرون الرئيس الحالي ومارين لوبين أيقونة اليمين المتطرف.

تبقى الإشارة أنه بالرغم من كل التطمينات الحكومية في فرنسا ـ فلا أحد يمكن له أن يراهن على تاريخ عودة الحياة إلى طبيعتها، ويبقى الأمل الفرنسي في تعميم اللقاحات وانتظار مفعولها على المواطنين.