الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

8 مارس.. فرصة ضائعة

الأعياد الدينية أو الاجتماعية، هي مناسبة للذكرى والعبرة والتكريم والتذكير بالمطالب التي لم تتحقق، وهذا ينطبق على عيد المرأة التي أحيته البشرية يوم 8 مارس، فالمرأة لديها الهموم نفسها التي يعيشها الرجل يومياً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً... وهي كأنثى تعاني هموماً خاصة بها، تتعلق أساساً بتغوّل الذكر في العديد من المجتمعات، بما فيها المجتمعات الغربية التي تدعي الريادة في الحرية والمساواة والحقوق.

وفي المجتمع الإسلامي بصفة عامة، تطالب المرأة بحقوق تبدو بدائية، وأحياناً بيولوجية، صنفها عالم الاجتماع الإيطالي ماسلو حاجات أولية ضمن سلم الحاجات، منها: الحق في الغذاء وماء الشرب والسكن، وهناك من تطالب بالحق من التحرر من سطوة الرجل تحت مبررات متعددة منها مبررات دينية، والمفروض أن يكون يوم 8 مارس برلماناً مفتوحاً للدفاع عن حقوق المرأة المشروعة والمنزوعة منها ظلماً بمبررات واهية.

وهناك بعض المطالب يمكن تسميتها بـ«الشاذة» من قبل جمعيات نسوية، مثل «المساواة التامة» مع الرجل بما فيها المساواة في الميراث، رافضين القاعدة التي تعطي لـ«الذكر مثل حظ الأنثيين» وهي قاعدة قرآنية، رغم أن بعض المناطق، منها مناطق في الجزائر لا تحصل على الميراث أصلاً، وبعض الجمعيات تطالب بإلغاء «قانون الأسرة» المستمد من الشريعة وتعويضه بقانون على الطريقة الغربية، ما جعل الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة خلال سنوات حكمه وخلال حفل بمناسبة 8 مارس ينتفض في وجه إحداهن قائلاً: «يا سيدتي لا تجبريني على معصية الله».

والحقيقة أنه منذ القمة العالمية للمرأة المنعقدة في بيكين عام 1998 بدأت بعض المطالب الغربية تسيطر على مطالب النسوة في مجتمعاتنا العربية، وكان ممكنا بمناسبة هذه الإحتفالات أن نبتعد عن الطابع البروتوكولي النفاقي، ونناقش المطالب الحقيقية للمرأة، فنناضل من أجل الحقوق الحقيقية، ونهمش ما تسمى حقوقاً وهي مجرد بهتان.

المرأة في كل مكان لا تزال تعاني ما في ذلك شك، لكن الرجل أيضاً يعاني، قد تختلف المشكلات وقد تكون نفسها، لكن أحيانا يولّد الاستعراض السياسي في منح الحقوق مشاكل جديدة للمجتمع برمته.

وأحياناً هناك مواقف غير مفهومة، ففي الجزائر مثلاً، قرر الرئيس عبدالمجيد تبون مساواة المرأة بالرجل في القوائم الانتخابية، وأشاد بها رئيس الأركان بعدما ذكر ببطولاتها في حرب التحرير ومحاربة الإرهاب، وكذلك فعل وزير الداخلية تجاه المرأة العاملة في الحماية المدنية والشرطة، لكن وزارة الشؤون الدينية منعتها من صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل بحجة كورونا.