الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«إيلين تشاو».. العرَّابة تحت المجهر

الوضوح في طيات الغموض عملية لا يمكن تحقيقها، يقوم بها الشخص «العقلاني» في البحث المنهجي والبحث عن تفاصيل الظاهرة أو الفكر، حيث يؤدي البحث في مجاله إلى فهم أعمق، عليه يلعب الفهم دوراً مركزياً ومبدئياً في الرغبة بمعرفة ما يبحث عنه المرء حقاً، وفي هذا السياق يصبح من الواضح والصعب بالنسبة لنا معاً أن «عرابة» زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي (ميتش ماكونيل) وزوجته (إيلين تشاو) هو عالم من «الوضوح الغامض».

إنها قصة النجاح الأمريكية لعائلة تشاو الصينية المشهورة في الصين، إذ يلتقي أفراد عائلتها بانتظام مع كبار المسؤولين في رحلاتهم إلى البلدين، ولكن ما لفت الأنظار مؤخراً تقرير أصدره المفتش العام بوزارة النقل، أنه أثناء عملها كوزيرة للنقل خلال إدارة ترامب، استخدمت إيلين تشاو موظفي مكتبها بشكل متكرر لمساعدة أفراد أسرتها الذين يديرون شركة شحن تربطها علاقات واسعة بالصين.

لم يتوصل المحققون إلى نتيجة رسمية تفيد بأن السيدة إلين لان تشاو انتهكت قواعد الأخلاق، لكنهم قدموا بالتفصيل أكثر من 12 حالة اتخذ فيها مكتبها خطوات للتعامل مع الأمور المتعلقة بوالدها السيد تشاو (93 عاماً)، المولود في الصين، الذي أسس شركة شحن مقرها نيويورك بعد هجرته إلى الولايات المتحدة من تايوان في أواخر الخمسينات.


إيلين تشاو التي نشأت في مدينة نيويورك، كانت بارزة في السياسة الجمهورية لعقود بما في ذلك فترة ثماني سنوات كوزيرة عمل في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، كأول امرأة آسيوية - أمريكية يتم تعيينها في حكومة الولايات المتحدة، سجلها المتميز كأطول عضو في مجلس الوزراء في العالم، فإلى أي مدى يمكن تبرئة سيرة الوزيرة ومسيرتها المهنية التي صنعت التاريخ من الاتهامات التي وجهت لها؟


المختصون يقولون بصفتها وزيرة النقل، كانت تشاو أكبر مسؤول في إدارة ترامب يشرف على صناعة الشحن الأمريكية، التي شهدت تدهوراً حاداً وتتعرض للضرب من قبل المنافسين الصينيين.

رفضت السيدة تشاو الإجابة عن أسئلة المفتش العام، وقدمت مذكرة توضح بالتفصيل أهمية ترقية أسرتها كجزء من واجباتها الرسمية، وجاء في مذكرتها: «أي شخص مطلع على الثقافة الآسيوية يعرف أنها قيمة أساسية في المجتمعات الآسيوية للتعبير عن الشرف واحترام الوالدين».

الضوء في عالم إيلين تشاو محاصر في الظلام كسجين له، مثل الرحلة التي خططت إيلين للقيام بها إلى الصين في عام 2017 مع والدها وأختها وأثارت مخاوف أخلاقية بين المسؤولين الحكوميين، فتم إلغاؤها ولا تزال الأسئلة قائمة حول هذا الموضوع.