الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الأسواق الناشئة.. سيناريو الغضب

تواجه الأسواق الناشئة واحدة من أعنف نوبات نزوح الأموال على الإطلاق، بفعل مخاوف ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، ما دفع المستثمرين إلى سحب استثماراتهم من الأسهم والسندات بشكل مفاجئ، وإنهاء سلسلة التدفقات المالية التي تكدست بكثرة خلال أشهر طويلة، وعادة ما تقدم أصول الأسواق الناشئة عوائد أعلى من نظيراتها في الأسواق المتقدمة للتعويض عن المخاطر الأكبر، ولكن عندما ترتفع العوائد في الأسواق المتقدمة فإن ذلك يضعف جاذبيتها.
ويهدد هروب الأموال من الأسواق الناشئة بتكرار سيناريو «نوبة الغضب» الذي حدث في عام 2013، حينما رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، ونعتقد أن هذا النزوح يشكل مفاجأة من العيار الثقيل، إذ لا نزال في وقت مبكر من الانتعاش من آثار كارثة 2020، وهذا يعني أن شهر العسل الذي نعمت به تلك الأسواق والذي بدأ مع توزيع اللقاحات في نوفمبر الماضي انتهى الآن، حيث يشكل ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، وتخفيض شراء السندات من الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى، خطراً داهماً على أصول وعملات الأسواق الناشئة.
مع ذلك، يجادل بعض المستثمرين بأن الآفاق الاقتصادية المشرقة ستقلِّل من مخاطر ارتفاع الفائدة، فتوزيع اللقاحات، سيفتح باب النقاش حول تقدير الخسائر وانخفاض الأرباح خلال أشهر، وكما أن الأسواق الناشئة تخلصت من بعض المؤثرات السلبية المعرقلة لها قبل اندلاع الجائحة وهي الحمائية الأمريكية، والحرب التجارية، وعدم اليقين بشأن بريكسيت، وكلها معضلات تم حلها، بدرجة أو بأخرى، ولا شك أن أحد العوامل الحاسمة للنمو في الأسواق الناشئة هو قدرتها على تقديم استثمار منتج.