الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الصين.. والاشتراكية الحديثة

خلال السنوات الماضية سمعنا عن مصطلح «الاشتراكية الحديثة»، والتي باتت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنمية الصينية المقبلة، ومن هنا يأتي التساؤل: ماذا تعني الصين بالاشتراكية الحديثة؟ وما هي الأسس والقواعد والمبادئ والخطط التي سترتكز الصين عليها لبناء هذه المنظومة الجديدة؟

قبل أيام دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ضمان بداية جيدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل كامل، وذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح جلسة دراسية في مدرسة الحزب الشيوعي الصيني، وشدد على أن المرحلة الأولية للاشتراكية ليست جامدة، ولكنها ديناميكية ونشطة وواعدة ومفعمة بالحيوية القوية، وربما من خلال هذا التوضيح يمكننا معرفة شكل الصين المستقبلي، وكيف تكون الاشتراكية الحديثة.

الاشتراكية الحديثة ستعتمد بشكل أساسي على الانفتاح العالمي، وهذا ما دأبت الصين على تعزيزه خلال السنوات الماضية، وأصبحت بذلك أكبر مُصدر ومُصنع للعالم، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد عالمي، ولكن الاشتراكية الحديثة أو الاشتراكية ذات الخصائص الصينية كما يحلوا للبعض تسميتها ستفتح آفاقاً أكبر للتجارة العالمية، فالصين تحاول تعزيز نظام تجاري ومالي عالمي متعدد الأطراف، تقود بكين فيه الانفتاح، وتمنع الحمائية بجميع أشكالها واتجاهاتها.


الاشتراكية الحديثة للصين ستعتمد بشكل كبير على التطور التكنولوجي والتطور العلمي، وستقود العلوم والتكنولوجيا مسيرة المستقبل، وخلال السنوات الماضية عملت على تعزيز قدراتها التكنولوجية والعلمية، وغزت الفضاء، وحققت اختراقات كبيرة في الأوساط العلمية المختلفة، كما ستعمل بشكل كبير على الاستمرار في تحقيق هذه المكاسب لدفع عجلة التنمية المستدامة.


من ناحية أخرى، فإن الاشتراكية الحديثة للصين ستعتمد بشكل أساسي على قوة الاقتصاد الداخلي مع تعزيز القدرات التجارية الخارجية، وذلك لإيجاد منظومة تجارية واقتصادية صينية عالية الجودة، تمكنها من استكمال خططها الموضوعة لبناء الدولة الصينية الحديثة والمستقبلية، والتي سترى النور خلال السنوات الخمس المقبلة، وستمتد في بنائها إلى عام 2035.

الاشتراكية الحديثة هي شكل الصين خلال السنوات القليلة الماضية؛ انفتاح وتأثير عالمي، وتركيز على التنمية الداخلية، وتطور كبير في التكنولوجيا والعلوم الحديثة، وبناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي مبني على المصلحة المشتركة، وتعزيز الروابط الدولية من خلال المشاريع العملاقة كمبادرة الحزام والطريق.. هذا هو شكل الصين الذي عرفه العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وهذه هي الصورة العملية للاشتراكية الحديثة التي أرادتها الصين أن تكون منهجها ووجهتها وصورتها أمام العالم.