الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«كواد».. وأمن المحيط الهادئ

شهد يوم 12 مارس الجاري انعقاد أول قمة لرؤساء حكومات أربع دول تشكل مع بعضها مجموعة «الحوار الأمني الرباعي» Quad، وهي الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.

وأكدت الدول الأربع في بيان مشترك التزامها بسيادة القانون، وتأمين حرية الملاحة البحرية، والتحليق الجوي، وتمسكها بالتسويات السلمية للنزاعات الإقليمية، وبالقيم الديمقراطية وسلامة أراضي الدول، وكررت التزامها بالقيم الأساسية المشتركة، وبمهمة الدفاع عن نظام دولي حر ومنفتح وقائم على سيادة القانون.

وكثيراً ما نالت مجموعة «كواد» حظها من الانتقاد من طرف المتشككين ولدرجة السخرية في بعض الأحيان، إلا أنها بدأت تتخذ شكلها وصيغتها الملموسة والمؤثرة بسرعة.


وفي مؤشّر ذي مغزى واضح يهدف لتبديد القلق الذي يعتري حلفاء أمريكا في شرق آسيا، عمدت إدارة جو بايدن مؤخراً لممارسة الضغوط على الصين من خلال دعوتها لها للالتزام بالضوابط والمعايير التي يحددها النظام الدولي بحسب معناه الشائع والمتعارف عليه، وليس بحسب التوصيفات والمصطلحات الصينية أحادية الجانب.


وتتجلَّى إحدى الخطوات المهمة والعاجلة التي اتخذتها المجموعة الرباعية «كواد»، بالإسراع في تنفيذ برنامج للتلقيح الجماعي المشترك لسكان الدول الأربع من أجل التعجيل في تصنيع اللقاحات وتوزيعها واستخدامها في تحصينهم، وسوف تشكل هذه الشراكة سداً منيعاً أمام «دبلوماسية اللقاحات» التي تتبناها الصين كأداة لابتزاز الدول النامية.

وتشكل شراكة اللقاحات في المجموعة الرباعية، بالإضافة لمجموعة العمل الرباعية المهتمة بالمناخ، ومجموعة العمل المتخصصة بالتكنولوجيا الحساسة والمستجدة، خطوة صغيرة ولكنها تقدم فكرة واضحة المعالم حول الجهود الموحدة لتشكيل النظام العالمي الجديد بعد انحسار أزمة فيروس كورونا المستجد.

وفي مقال حمل العنوان الطويل (دولنا الأربع ملتزمة بجعل منطقة المحيط الهادئ - الهندي مفتوحة وآمنة ومزدهرة)، نشرته صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 14 مارس الجاري وأسهم فيه زعماء الدول الأربع، أعلنوا من خلاله عن إطلاق تعاون سلمي في مواجهة كارثة عالمية مرتقبة، وفي لفتة سريعة للتعبير عن الاهتمام بتنفيذ هذه المبادرة، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن بزيارة إلى طوكيو يوم 16 مارس الجاري في أول رحلة خارجية لهما منذ تنصيب إدارة جو بايدن، للاجتماع بمسؤولين يابانيين.

وعقب سلسلة من الاجتماعات، انتقد وزير الخارجية الأمريكي السياسة التي تمارسها الصين في آسيا، وأعرب عن أمله بأن تتراجع عنها، وقد أظهرت هذه السلسلة من الأحداث مدى اهتمام الولايات المتحدة بموقف الصين ضد جيرانها، حتى أصبحت هذه القضية من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.