الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الصين.. ميزان الاستقرار العالمي

في الـ18 من مارس الجاري، أجرى مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيه تشي، وعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي حواراً استراتيجياً رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة في مدينة أنكوريج بألاسكا، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وقد تداولت وسائل إعلام كثيرة خبراً بعنوان: بلينكن: «الصين تهدد الاستقرار العالمي»، فيما استبدلت بعض وسائل الإعلام مُصدر هذا التصريح «بلينكن» لتقول في مرة واشنطن، وفي أخرى أمريكا.

والسؤال هنا: كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقول عن الصين إنها تهدد الاستقرار العالمي؟ ألم يقرؤوا التاريخ والحاضر والمستقبل؟ ألم يشاهدوا نشرات الأخبار وهي تنقل تحركاتهم العالمية في محاولة للسيطرة على صناعة القرار العالمي؟ ألم يشاهدوا نموذجهم الاقتصادي الذي يحدث أزمة اقتصادية خانقة كل 10 إلى 20 عاماً؟

الصين التي لم يخرج منها جندي واحد إلا ضمن مهمات حفظ السلام، وهي التي تدعو إلى بناء نظام عالمي مشترك يتشارك فيه الجميع، ويضع قواعده جميع القوى العالمية، والصين التي تبني مبادراتها وخططها المستقبلية على مبدأ «الفوز المشترك»، غيَّرت من مفهوم الاحتكار، ومن قواعد اللعبة العالمية.


أليست الصين هي التي تحفظ الاستقرار العالمي؟ وخلال السنوات الماضية جعلت العالم أكثر اتزاناً، وسعت بكافة الجهود الممكنة في حفظ الأمن والاستقرار العالمي من خلال مبادراتها الاقتصادية والتجارية التي أرستها مع جميع دول العالم، ومكنت فقراء العالم من العيش الكريم، وسعى جنودها لحفظ الاستقرار في العديد من الدول المتنازعة، وسعى نظامها السياسي إلى اتخاذ مبدأ «النفس الطويل» لمنع أي تصادم مع الولايات المتحدة؛ وكل هذا لحفظ الاستقرار، ليس هذا فقط، بل دائماً ما تقوم بفتح الأبواب لمشاورات وتنسيقات عالية المستوى مع الولايات المتحدة للمشاركة في بناء نظام عالمي أكثر استقراراً وتشاركية.


كل هذا، لترد أمريكا بأن الصين هي التي تهدد استقرار العالم؛ وفي هذا الجانب يسعني القول: إن العالم لم يعد يجهل الحقائق، وباتت شعوبه قادرة على أن تضع كل دولة من الدول العظمى في ميزان المحاسبة، وأصبحت قادرة على التمييز بين الألاعيب السياسية، والواقع.