الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مداخل مختلفة لحل الأزمة

لا تزال أزمة سدّ النهضة بين إثيوبيا ودول المصب، مصر والسودان، إحدى أكثر الأزمات حضوراً على الساحة الأفريقية والدولية، والتحرك نحو إيجاد حل لها ينبغي أن يكون أولويَّة لدى الأطراف جميعها، بشكل مباشر أو عبر وساطات دوليّة.

جزء من تعقد الأزمة مع إثيوبيا تفاقم بسبب أسلوب إدارة الملف الأفريقي ككل لعقود، وهذا لا ينفي الوقوع في أخطاء متعددة في التعامل مع ملف أزمة سد النهضة نفسه على مر تاريخ الأزمة، كما أنه لا يقلل من حالة التشدد الإثيوبي.

ويمكن أن نفهم أن جزءاً مهمّاً من أزمة النظام الإثيوبي، هو ذلك الوضع الداخلي المتوتر، وتلك العلاقات الخارجية المتوترة.


والطريق الوحيد لنظام في أزمة هو إيجاد ما يلتف حولها الداخل، وفي حالتنا فإنهم يتعاملون مع السد باعتباره الحلم القومي المهدد، والذي لا يملك أي إثيوبي إلا أن يلتف حول قيادته، التي تتحدى من أجل حلمه، وهذه الحالة تطيل من عمر النظام، وتمكّنه من فرض سيطرته على الوضع الداخلي برضا، أو في الحد الأدنى، بعجز القوى المحلية المناوئة له عن مواجهته.


أرى أن جزءاً مهماً مما يجب على مصر التعامل معه بغرض تحقيق تقدم إيجابي مستمر فيه هو العلاقة بأفريقيا، وهذا يجب أن يتوازى مع جهود حل الأزمة مع إثيوبيا باستخدام كل المتاح من عناصر وحلول مطروحة، واستخدام كل وسائل الضغط المتاحة، ومن بينها اللجوء إلى المنظمات الدولية وفقاً لقواعدها المنظمة لها، والشركاء الدوليين الذين يهتمون بالحفاظ على استقرار الأمن والسلم العالميين، وكذلك الأصدقاء والأشقاء الذين أسهموا ويسهمون بمبالغ ودعم ضخم لإثيوبيا سواء في تمويل بناء السد أو في مشروعات أخرى، فهؤلاء جميعاً يمتلكون قوة ضغط لا يستهان بها على إثيوبيا.. كل هذا حتى لا تدفع الظروف غير المواتية إلى إجراءات الضرورة.

الأمر المهم الآخر هو: أن تقوم مصر بإدارة حملة مؤثرة من خلال الاتصال بمختلف الأطراف المؤثرة والرأي العام العالمي لشرح موقف مصر والسودان، وتفنيد الحقائق المنقوصة، التي تروج لها إثيوبيا، وهذا مر مهم وجاد وليس ترفاً، ولننجح فيه، يجب أن يتم باحترافية لنصل إلى آذان وعقول الآخرين.