الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

اللاجئون العرب.. الأرقام والمعاناة

لا أحدَ يعلم الأعداد الحقيقية للاجئين العرب في العالم الآن.. في البداية كان الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني ينتشرون في لبنان والأردن ودول الخليج، لكن هناك أعداداً أخرى أضيفت لهم من العرب، ولا أحد يعرف مثلاً عدد من خرجوا من سوريا بعد اشتعال الحرب الأهلية، وينتشرون اليوم في تركيا وألمانيا واليونان والدول العربية، خاصة مصر ولبنان والأردن، كل أولئك لا نعلم عن تفاصيل حياتهم اليومية شيئاً، خاصة ملايين الأطفال الذين يخضعون لظروف إنسانية وثقافية ودينية قاسية.

كما لا يعلم أحد أين المهاجرون من العراق، وأعداد كبيرة منهم ذهبت إلى أمريكا خاصة صفوة النخبة العراقية ومنهم العلماء والأطباء والمفكرون.. أما ليبيا التي تعيش تجربة قاسية مع الحرب الأهلية فقد هاجر عدد كبير من شعبها إلى مصر، وهناك الملايين من الشعب اليمني هربوا من الموت إلى بلاد العالم.

إن العالم العربي لا يعلم شيئاً عن هؤلاء الملايين الذين هربوا من بلادهم، ومنهم ملايين الأطفال الذين يتعرضون الآن لعمليات استنساخ دينية وثقافية.


كان ينبغي أن تتبع الدول العربية هذه الطيور المهاجرة، وتعرف أين تعمل، وأين استقرت، خاصة الأطفال، لأن بعض الدول كانت تأخذ الأطفال وترفض دخول عائلاتهم.. والسؤال هنا: أين المؤسسات العربية التي تعمل في مجالات الخدمات الإنسانية؟ وأين جامعة الدول العربية؟ وأين السفارات العربية في الخارج؟ وهل هي على علم بأحوال الملايين من المهاجرين العرب؟ وما موقفهم بعد عودة الأمن والاستقرار إلى بعض من بلدانهم؟


من المفترض أن تكون هناك إدارات في العواصم العربية الآمنة، تبحث أحوال أولئك المهاجرين وظروف حياتهم والبلاد التي يعيشون فيها، وليتها كانت تقدم لهم شيئاً من الدعم المادي الذي يساعدهم في محنة الغربة. أشياء صغيرة فاتت علينا في العالم العربي ولكنها ضرورية وضرورية جداً، إذْ لا يُعقل أن ينفصل ملايين العرب عن أوطانهم ولا أحد يعلم عنهم شيئاً، كما لا أتصور غياب كثير من الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني، وحتى بعض الأثرياء العرب عن تقديم الدعم.

في أحد البرامج التلفزيونية على شاشة إحدى الفضائيات سمعت مقدمة البرنامج، وهي تزور أحد التجمعات على حدود سوريا والعراق، تقول: «إن عدد الهاربين من بلادهم 70 ألف مهاجر، بينهم آلاف الأطفال، لأن الآباء قُتلوا أو هربوا أو لا يزالون داخل السجون».. وتلك المجتمعات لا أحد يعرف عنها شيئاً.