الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كارثة الأجيال

في تقرير قاتم، حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، يوم الجمعة الماضي، من أن نسبة الأطفال الذين لم يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة ارتفعت 20%، في 2020، بسبب الإغلاقات التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

وأوضح التقرير أن عدد الأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة الأساسية كان في تدهور قبل الجائحة، وكان من المتوقع أن ينخفض من 483 مليون طالب إلى 460 مليون طالب في عام 2020، لكن بدلاً من ذلك، أدت الجائحة إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعيشون ظروفاً صعبة ليصل إلى 584 مليون طفل في عام 2020، وحذرت مما وصفته بـ«كارثة الأجيال».

ويعتبر قطاع التعليم من أكبر المتضررين بعدما اغلقت المدارس أبوابها، مع بداية الجائحة، أمام أكثر من 1.5 مليار متعلم، أي ما يزيد على 90% من إجمالي الدارسين، وتحولت المنازل إلى صفوف مدرسية، وأصبح التعليم عن بُعد أمراً واقعاً في نصف عدد بلدان العالم.، كما أثرت الجائحة في الميزانيات المخصصة للتعليم، فـ65% من حكومات البلدان منخفضة الدخل خفضت التمويل المخصص للتعليم فيها، وذلك مقارنة بـ35% من حكومات البلدان ذات الدخل المرتفع، وفق تقرير يونيسكو.


التعليم عن بعد له إيجابياته وله سلبياته أيضاً، فإذا كان قد حافظ نسبياً على استمرار الدراسة بدل الانقطاع الكامل، فهو يكرس مبدأ عدم تكافؤ الفرص أمام المتعلمين، وإذا كانت ظروف التعليم ليست متساوية ضمن البلد الواحد، فكيف بين الدول المتقدمة والدول النامية؟


ربما تكون البلدان المتقدمة والغنية أكثر استعداداً للانتقال إلى استراتيجيات التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني أو استخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن الأمر بالنسبة للبلدان متوسطة الدخل والفقيرة سيكون مستحيلاً، ذلك لأن نسب الأمية مرتفعة جداً، ونسبة الفقر أيضاً، وأغلب الأسر ليس لها القدرة على تأمين المتطلبات الأساسية للتعليم عن بعد، كتوفير الحاسوب وشبكة الإنترنت.

وإذا كان التعليم منفعة عامة عالمية، فإن ما يمر به من تحولات وتوجه نحو استخدام التقنيات المتقدمة سيخلق فجوة اجتماعية كبيرة، وتفاوت تعليمي، سواء داخل نفس الدولة أو بين دول وأخرى، ولتفادي اتساع هذه الفوارق، ومن أجل توفير الحد الأدنى من مهارات القراءة، وضمان تكافؤ الفرص، فإن المجتمع الدولي مدعو إلى التعبئة الكاملة من أجل دعم التعليم في المناطق الأكثر احتياجاً.