الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الصين.. الشراكة والشرق الأوسط

خلال الأيام الماضية، زار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي على رأس وفد رفيع المستوى عدة دول في الشرق الأوسط، بما فيها السعودية والإمارات وعمان، وجولته مستمرة إلى تركيا وإيران وعمان والبحرين، في زيارة استراتيجية لهذه المنطقة المهمة في العالم، وقد يتساءل البعض: لماذا هذا التوقيت تحديداً؟ والإجابة أن الصين تعمل مع شركائها في المنطقة للمحافظة على العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية بينها وبين هذه الدول، وأيضاً لدفع عجلة الاقتصاد مرة أخرى بعد أن تعطلت جراء الوباء وما لحق به من مشاكل اقتصادية، وأيضاً للتنسيق لأهم مرحلة في القضاء على الوباء والخلاص منه، وأقصد مرحلة اللقاح والتلقيح والذي تلعب فيه الصين دوراً مهماً مع شركائها في المنطقة.

الزيارة تأتي في توقيت مهم، شاهدنا فيه تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، وأيضاً في وقت تسعى فيه دول المنطقة للعمل على دفع التنمية والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة، وأيضاً العمل بقوة لدفع عجلة الاقتصاد، وفي الوقت ذاته العمل على جهود الأمن والاستقرار.

إن هذه الزيارة لدول الخليج ودول الشرق الأوسط رسالة مفادها: أن الصين هي الشريك المثالي للتنمية والتطور، ولحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة وأن الصين تؤكد التزامها بسياساتها المتزنة والقائمة على مبدأ التشاركية والمصير المشترك مع جميع الشركاء، وبالأخص مع الشركاء الاستراتيجيين مثل دولة الإمارات، والتي تربطها بالصين علاقة استثنائية مبنية على الثقة المتبادلة والفوز المشترك، وقد حققت كلا الدولتين منفعة كبيرة من خلال العمل معاً في مكافحة الوباء وايجاد اللقاحات، وخلال الزيارة تم تدشين خط إنتاج للقاحات في الإمارات.


الصين تدعم حقوق كل دولة في إدارة شؤونها الداخلية وإدارة منهجيتها التطويرية الداخلية كيفما تشاء، ووفقاً لظروفها الخاصة، وهذا ما أكد عليه وانغ يي خلال الحوارات الإعلامية التي أجراها مع عدة صحف وقنوات تلفزيونية ووكالات أنباء في الشرق الأوسط، وهذا يدل على أن الصين شريك مثالي للمنطقة التي يعمل الجميع من أجل أن يسودها الاستقرار والقانون الدولي المبني على حسن الجوار وحق السيادة لكل دولة في هذا العالم، ودعم كل ما يحفظ استقرار الدول وأمن الشعوب.