الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

رسائل من أزمة «تيتانيك السويس»

استطاعت مصر تجاوز أزمة السفينة العملاقة العالقة في قناة السويس، لتخرج أكثر قوة ولتبعث رسالة للعالم مفادها: أنها قادرة على إدارة مشكلة شديدة التعقيد كسفينة بارتفاع 20 طابقاً تسببت في إغلاق أهم ممر ملاحي دولي في العالم، لمدة تقارب الأسبوع، تسمّر خلالها الملايين من المتابعين أمام شاشات التلفاز لملاحقة آخر تطورات سفينة الشحن العملاقة «إيفرغيفن».

ولم تكن رسالة مصر الوحيدة التي بعثتها للعالم تتعلق بقدرتها الاستثنائية على إدارة الأزمات الطارئة، بل إنها أكدت دورها المحوري كدولة مركزية، تسهم بقدر كبير في حماية الأمن المائي والاقتصادي للعالم أجمع.

وفي المقابل كشفت أزمة السفينة، التي نجح المصريون بإمكانات وطنية في تعويمها وإخراجها بعيداً عن المنفذ الملاحي، عن حالة العداء التي تحملها بعض الجماعات والدول الحاقدة تجاه مصر والتي عملت طوال أسبوع على الشماتة والتشكيك في قدراتها على حل الأزمة وصولاً لطرح سيناريوهات ساذجة عن ممرات بديلة يمكن أن تحل بديلاً عن قناة السويس.


بل إن حالة الحقد التي عبر عنها ناشطو جماعة الإخوان وبعض وسائل الإعلام التي تدور في فلكهم، امتدت لمحاولة تصوير عدد من الحوادث العرضية التي شهدتها مصر بأنها نتيجة إخفاق حكومي، بالرغم من أن مثل هذه الحوادث تحدث في كل مكان في العالم، حتى بلغ ببعض القنوات المؤدلجة الأمر أن ترصد حوادث الطرقات في بعض مناطق مصر وتصورها كأزمة أمنية!


وعلى الطرف المقابل عبرت مواقف العديد من الدول عن دعمها لمصر وجهودها في تجاوز أزمة السفينة العالقة، كما فاضت مشاعر العرب في كل مكان بالمحبة لأم الدنيا حكومة وشعباً والتعبير عن مساندتها في تجاوز كل الصعاب والعوائق، التي أثبتت مصر بالفعل أنها قادرة على تجاوزها والخروج منها أشد قوة وصلابة.

العبرة الأخيرة في حادثة السفينة «إيفرغيفن» التي ربما أصبحت توازي في شهرتها سفينة «تيتانيك»، هي مدى ترابط هذا العالم الذي نعيش فيه، وارتباط مصالح دوله وشعوبه، وهي الحقيقة التي لا يدركها كثير من المغامرين السياسيين سواء من الدول والجماعات التي تحاول توظيف أي كارثة إنسانية أو حادث عرضي كوسيلة للابتزاز وتصفية الحسابات، واقتناص الفرص لتشويه الخصوم والتشكيك في قدراتهم، وهو ما شهدناه حاضراً في مواقف بعض تلك الدول والمنظمات ووسائل الإعلام الموجهة في حادثة قناة السويس.