الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فرنسا.. وسَنَة الانتخابات الرئاسيَّة

على بعد سنة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يعيش المشهد السياسي الفرنسي على وقع الشخصيات التي تعلن من حين لآخر نيتها خوض هذه المعركة.

فإذا كان شبه مؤكد أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون سيحاول الفوز بولاية ثانية، وأن مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرِّف كشفت عن استراتيجيتها منذ أسابيع، فإن الغموض يبقى سيد الموقف لدى اليمين التقليدي الممثل في حزب الجمهوريين الحزب الاشتراكي، والبحث المستمر عن قائد جديد.

وعندما أعلن كسافيي برتران ـ الوزير السابق ـ ترشُّحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة تسبب بهزَّة سياسية داخل صفوف اليمين الفرنسي الذي لا يزال يبحث عن شخصية قوية تجسد أماله في هذا السباق الانتخابي.


رموز هذا اليمين الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة هزيمة نيكولا ساركوزي وفرانسوا فيون بسبب فضائح فساد، كانوا ينتظرون حدثين هامين قبل الإعلان عن ترشحهم، الأول: يخص الانتخابات الجهوية التي من المنتظر أن تغربل عدداً كبيراً من المرشحين.. فمن أخفق فيها فإنه لن يتمكن بالانخراط في السباق الرئاسي، وهنا نذكر على سبيل المثال فاليري بكريس التي تخوض معركة باريس الكبرى ولوران فوكيي رئيس منطقة «اوفرن رون ألب» التي تتنافس عليها مع الاشتراكية ـ من أصل مغربي ـ نجاة فالو بلقاسم.


والحدث الثاني هو قرار تنظيم انتخابات أولية داخل الحزب لاختيار الشخصية المناسبة، وفق معايير القاعدة الحزبية لحزب الجمهوريون، القادرة على خوض المعركة الرئاسية.

ويجد اليمين الفرنسي صعوبة في تنظيم هذه الانتخابات الأولية شأنه شأن الحزب الاشتراكي، لسبب جوهري، هو: أن الفائز في هذا السباق الداخلي ليس هو بالضرورة من يستقطب الأضواء على المستوى الوطني. وبالتالي يجد مرشح الحزب الرسمي نفسه أمام تحديات إقناع حتى أقرب المقربين منه.

يعاني اليمين الفرنسي التقليدي ـ اليوم ــ من تحديات تعقد قدرته على العودة إلى الحكم، ويكمن بعضاً من هذه التحديات في استراتيجية الرئيس ماكرون في استقطاب موارده البشرية وموروثه السياسي، فعدد لا يستهان به من الشخصيات الوزارية بما فيهم رؤساء الحكومة أتوا من اليمين التقليدي.

وهناك تحد آخر يقوض حظوظ هذا اليمين التقليدي هو الانتعاش التاريخي الذي يعيشه اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين، حيث يتوقع معظم استطلاعات الرأي منازلة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية مع إيمانويل ماكرون.