الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لن أكون التالي

في عام 2001 وقع أسوأ حادث إرهابي في تاريخ أمريكا والعالم، حيث قُتل نحو ثلاثة آلاف شخص في مركز التجارة العالمي بنيويورك، وفي عام 2001 - أيضاً - قتل (33) ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب جرائم متفرقة، ليصبح عدد الذين قُتلوا بفعل الجريمة 10 أضعاف الذين قتلوا بفعل الإرهاب.

وفي الشهور الأربعة الأولى من عام 2021 وقعت (8) حوادث قتل جماعية حسب إحصاء لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، ويطلق على الحادث الذي يصل ضحاياه إلى أربعة أشخاص أو يزيدون «حادث قتل جماعي»، وقد كان الأكثر تأثيراً في وسائل الإعلام الأمريكية هو حادث مقتل طبيب كبير في ولاية ساوث كارولينا، حيث جرى قتل صاحب المؤلفات الطبية المهمة وزوجته وأحفاده في حادث إطلاق نار على منزله.

لقد دعا حادث ساوث كارولينا والحوادث السبعة إلى غضب الرئيس جو بايدن الذي وصف جرائم القتل بـ«الوباء» الأمريكي، وقال بايدن: «هذا الوباء يجب أن يتوقف»، لكن رئيس «مجموعة مراقبة الأسلحة» في الولايات المتحدة يرى أن وباء السلاح قد زاد في ظل وباء كورونا.


يشير مصطلح «السلاح الشبح» أو «السلاح الخفي» إلى الأسلحة غير المرخصة، والتي لا تحمل أرقاماً مسلسلة، أو تصعب معرفة مصدرها، ويحملها أشخاص لا يجب لهم حملها، وحسب الرئيس بايدن «يمكن لأي شخص أن يجهز هذا السلاح في أقل من ثلاثين دقيقة».


إن «السلاح الشبح» لطالما كان بأيدي المراهقين، والمجرمين، والمرضى النفسيين، وحسب موقع «بي بي سي» فإنه في عام 2014 كان مرتكبو (70%) من جرائم القتل التي وصلت إلى أكثر من (14) ألف جريمة ذلك العام، ممن لهم سوابق جنائية وهم معروفون لدى السلطات القضائية، وحسب المصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة التي يصل عدد سكانها إلى (319) مليون نسمة لديها (371) مليون قطعة سلاح.

في عام 2018 خرجت «مليونيّة أمريكية» تحت شعار «من أجل حياتنا» للتنديد بحمل السلاح، وكان من بين شعارات المظاهرة الكبرى «احموا الأطفال لا الأسلحة»، «هل أكون التالي؟»، لكن تلك المظاهرة وغيرها لم تسفر عن أي شيء.

يناهض الحزب الجمهوري أي جهود لوقف ذلك أو وضع ضوابط له، وذلك استناداً للتعديل الثاني من الدستور الأمريكي الذي يكفل حمل المواطنين السلاح.

قال الرئيس بايدن: «كل يوم في هذا البلد يتم إطلاق النار على 315 شخصاً، كل يوم يقتل (106) شخص بالسلاح»، ثم أمر رئيس وزارة العدل بإعداد قانون لضبط حمل السلاح، وهو ما يعارضه لوبي السلاح «الرابطة الوطنية للأسلحة»، كما يتوقع أن يعارضه الجمهوريون في الكونغرس ويمنعوا صدوره.

إذا نجح الرئيس بايدن فسيكون نجاحاً تاريخياً، وإذا فشل فسيبقى عدّاد الموت في وباء السلاح موازياً لعدّاد كورونا، من حق كل أمريكي أن يدافع عن حقه في الحياة، وأن يهتف بأعلى صوته: لا أريد أن أكون التالي!