الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

انتعاش الدراما الليبية

يشهد الموسم الرمضاني في ليبيا منافسة شديدة، لتقديم أعمال تقترب من الواقع المعاش، مع ملاحظة أن هذه الدراما بدأت تدخل مرحلة جديدة من حيث المضمون والصورة، وغزارة الإنتاج.

بحكم متابعتي كمشاهِدة، وبعيداً عن التقييم الذي لا بد أن يتم بعد الانتهاء من عرض كامل الحلقات، فإن البدايات مبشرة بالخير ومشجعة على استمرار المتابعة، وإننا سنشهد دراما ليبية مختلفة عن كل الأعوام، هذا التميز يمكن ملاحظته من خلال البرومو الذي سبق العروض الدرامية.

على سبيل المثال مسلسل (شط الحرية) في جزئه الثالث لا يزال يواصل النجاح بإمكانات بسيطة من ديكورات وتقنيات مرئية، وقد تم تصوير مشاهده في صحراء مدينة «أجدابيا» الليبية.

وبحسب «صفحة دراما ليبية» تحصل المسلسل في أول حلقة على نسبة مشاهدة بلغت (209 آلاف)، والتي كانت حول موضوع الهجرة غير الشرعية أو الرحلة المجهولة، وكان من بين المشاهد الأكثر تأثيراً في تلك الحلقة صراخ المهاجرين الليبيين، وهم في القارب، بصوت واحد (مع السلامة يا ليبيا... مع السلامة يا أمنا الحنون).

أما مسلسل (أغرم المدينة العائمة)، والذي يعتبره الكاتب هاشم الزروق محاولة لصنع استكمال جديد، وامتداداً آخر للخرافة الليبية، وصنعاً لأحداث تلائم البيئة الليبية بصفة عامة، فقد تمت الاستعانة بالثقافة التارقية؛ لتجسيد هذه القصص والخرافات، والمسلسل يتناول قضايا الطوارق وحياتهم ومعيشتهم وتنقّلاتهم داخل ليبيا، وفي منطقة الصحراء الكبرى.

أما مسلسل «غسق» والذي يؤرخ لحرب البنيان المرصوص ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت، وأيضاً الأوضاع في مدينتي مصراتة وطرابلس ابتداء من سبتمبر 2014 إلى ديسمبر 2016، تاريخ سقوط الجيزة البحرية آخر معاقل داعش في سرت، فقد أعلن مخرجه أسامة رزق أن العمل حقق في حلقته الأولى (60 ألف) مشاهدة في أقل من 12 ساعة.

ويتناول مسلسل «زمن الهف» حياة الليبيين في إحدى واحات الجنوب الشرقي في حقبة ستينيات القرن الماضي، بعد انتشار مرض «الهف» الذي حصد أرواح الكثيرين.

ويناقش «تخاريف» في حلقات منفصلة مواضيع عدة تجسّد الواقع الليبي بقصص متنوعة مثل المرض النفسي، وأضرار التفكير في الثأر، والزواج، والتنمر، والتعامل مع المشردين، والشعوذة والخطف، وغيرها من قضايا المجتمع.

بهذه الكتابة لا أقيم الأعمال المعروضة بقدر الرغبة في تسجيل إعجابي بهذه المنافسة، وأن هناك ما يمكن أن نسميه مستقبلاً دراما ليبية.