الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

عصر الحروب في الشرق الأوسط

تحلُّ في عام 2021 الذكرى السنويَّة العاشرة للعديد من الحروب في منطقة الشرق الأوسط، فقد مرَّت عشر سنوات على انتفاضة «الربيع العربي»، التي تسببت في حالة من الفوضى لا تزال تداعياتها ماثلة حتى الآن. واستمرت الحروب الأهلية، وشهدت المنطقة تدخلاً مؤثراً للقوى الإقليمية، وظهرت على الساحة جحافل اللاعبين الأقوياء من دعاة استغلال الفرص التي يتيحها تغييب كيان الدولة وإسقاط سلطتها.

وبالعودة لعشر سنوات أخرى إلى الوراء، وبالضبط في عام 2001، حدثت هجمات 11 سبتمبر، وبعدها مباشرة، أطلقت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش ما يُعرف باسم الحرب العالمية على الإرهاب، وأصبح العالم أجمع منذ ذلك الوقت جزءاً من تلك الحرب، شاء ذلك أم أبى، وكان الاصطفاف العالمي يتم وفقاً لمبدأ (إما أن تكون مع الولايات المتحدة أو ضدها).

ونحن نتحدث هنا عن فترة بلغت فيها الهيمنة العالمية للولايات المتحدة ذروتها، وما لبثت أن تعززت الشكوك حولها بعد غزو العراق عام 2003، والفوضى التي شهدها عقب سقوط نظام صدام حسين.


والآن، تحاول إدارة جو بايدن سحب قواتها المتبقية في أفغانستان بشكل نهائي مع حلول الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر لهذا العام.


وإذا عُدنا إلى الوراء عشر سنوات أخرى، فسوف نتذكر حرب الخليج لعام 1991 باعتبارها تمثل نقطة تغير حاسمة في السياسة المعاصرة، وحيث كان الاتحاد السوفييتي في مرحلة الانهيار والتفكك إلى عدد من الجمهوريات المستقلة، ومن دون أن يبقى له أي تأثير على حرب الخليج.

وسعى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش لإقناع عدد كبير من دول العالم لتشكيل قوة متعددة الجنسيات للمشاركة في حرب الخليج، ونجح في طرد الجيش العراقي من الكويت ولكنه أرجأ مهمة طرد صدام حسين من قصره ليتولاها ابنه جورج دبليو بوش عندما أوعز لجيشه بغزو العراق.

وعلى مدى العقود الثلاثة التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، سيطرت الحروب والصراعات على منطقة الشرق الأوسط، ولو تصورنا أننا نقرأ كتاباً حول تاريخ العالم، فربما تُسمى فيه تلك الفترة «عصر حروب الشرق الأوسط»، وتمتد بين تاريخ نهاية الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وقبل اندلاع الحرب الباردة الجديدة بين الصين والولايات المتحدة.

وربما يمثل الوباء الذي ظهر في الصين بداية عام 2020 وانتشر في العالم كله، والذي تزامن مع تحول مركز الثقل العالمي نحو آسيا، علامة مشؤومة توحي بمواجهة مقبلة بين الولايات المتحدة والصين.