الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

القادمون من عوالم أخرى

لدى الكاتب المصري الراحل أنيس منصور كتاب بعنوان: «الذين هبطوا من السماء»، يدور معظمه حول الأطباق الطائرة أو الكائنات الفضائية، التي تردد في الستينيات أنها تزور الأرض، الكتاب نال هجوماً واسعًا من بعض المفكرين والباحثين العرب الكبار، مثل فؤاد زكريا وسيد عويس، بزعم أنه يروج للخرافات بين الشباب ويهدر الروح العقلانية لديهم، ورغم هذه الانتقادات نجح الكتاب وطبع منه أكثر من 10 طبعات، وانشغل كثير من عموم المواطنين بما جاء فيه، وصدقوا ما فيه من حكايات تلك الأطباق.. العقلاء قالوا: إن تلك الأطباق جزء من لعبة الحرب الباردة وصراعاتها بين قطبي العالم وقتها، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي.

الآن يعود الحديث مجددًا عن الكائنات والأجسام الغريبة التي تخترق أو تزور الأرض، إذ نشرت بعض المواقع الأمريكية لقطات تصور تلك الكائنات، فيما أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية صحة الأفلام واللقطات التي نشرت، وزادت بأن أفراد من البحرية الأميركية شاهدوا بالفعل تلك الأجسام أو الكائنات الغريبة.

نلاحظ أن هذه الكائنات أو الأطباق الطائرة يتم مشاهدتها غالبًا قريباً من منشآت أو مناطق ومواقع عسكرية أمريكية، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، ولم يثبت وقوع أي أضرار منها ولا صدر عنها أي شر تجاه تلك المواقع أو غيرها، فهل هذا يعني أننا بإزاء عملية تتبع وترصد لتلك المناطق، وأن البنتاغون يجهل كنهها بالضبط ومصدرها ومن يقف خلفها؟، أم هل تظهر تلك الأجسام في مناطق مختلفة حول العالم، لكن الجيش الأمريكي وحده القادر على اكتشافها ورصدها؟


وربما يكون الأمر أبسط من ذلك بكثير وتفاصيله معروفة في الكواليس السرية، لكن هناك رغبة في شغل الرأي العام الأمريكي عن كثير من الأمور مثل العنف المتفشي في المدن الأمريكية والانشطار السياسي في الولايات المتحدة، وعدم النجاح في مواجهة الجائحة، حيث تقترب أعداد الضحايا في أمريكا من 600 ألف، فضلاً عن التحديات مع روسيا وكوريا الشمالية التي تهز المهابة الأمريكية في العالم، هذا غير المنافسة الصينية التي تهز كثيرًا الثقة بالتفرد الأمريكي حول العالم، وأن المقصود خلق موضوع للتسلية الممتعة على طريقة الجني في حكايات ألف ليلة وليلة.


فهل نحن إزاء تلهية للرأي العام الأمريكي والعالمي بعيداً عن كآبة كوفيد-19، والتوترات حول العالم وداخل الولايات المتحدة؟

يداخلني الإحساس بذلك، لكن لننتظر ما سيتم إعلانه في الأيام المقبلة حول هذا الملف.