الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الجزائر.. كورونا وفتوى الوضوء

في الوقت الذي يجري النقاش على الصعيد العالمي حول تأثير مختلف السلالات الجديدة لوباء كورونا على الوضع الصحي الدولي، مثل السلالة البريطانية والجنوب أفريقية والهندية وغيرها، وهناك نقاش آخر عن «قوة الدول» تبعاً لسبقها في اكتشاف اللقاحات، مثل روسيا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة والهند وإسرائيل وغيرها، ويجري نقاش آخر عن العالم ما بعد كورونا خاصة في المجال الاقتصادي أو السياسي أو حتى العلاقات بين الدول.

في الجزائر هناك نقاش آخر، لا يتعلق الأمر باللقاحات التي يعرض عنها الشعب الجزائري بشكل ملحوظ، وليس عن الشراكة الجزائرية الروسية لإنتاج لقاح سبوتنيك في، وتصديره لأفريقيا، إنما حول بيوت الوضوء في المساجد التي لم «تجز» فتوى وزارة الشؤون الدينية فتحها، رغم «إجازتها» فتح المساجد لصلاة التراويح، وقالت الوزارة أنها استندت لقرار اللجنة العلمية حول كورونا التي يرأسها وزير الصحة، والتي ترى أن بيوت الوضوء قد تكون سبباً في نقل العدوى.

وخرج وزير الشؤون الدينية شارحاً القرار بقوله: إن الفطريات تكثر في بيوت الوضوء، وإن الاستنثار والاستنشاق هما سببان رئيسيان لانتقال العدوى، كما أبقت الوزارة على فتواها بعدم ترك المصاحف في متناول المصلين حتى لا تنتقل العدوى من خلال اللمس، رغم تطبيق البروتوكول الصحي في المساجد.

لكن مقابل ذلك، تم فتح المراحيض في المقاهي والمطاعم والجامعات والمدارس وغيرها من الأماكن، ما جعل المصلين لا يقبلون بهكذا «فتوى»، ثم شن أحد الأئمة حملة نقد على الوزارة في خطبة الجمعة، قائلاً: هل أصبح وباء كورونا مسلماً يدخل بيوت الوضوء فقط؟ وهل كورونا لا تنتقل عن طريق العملات الورقية التي يتم تداولها يومياً بشكل واسع حتى تنتقل عن طريق لمس المصاحف في المساجد؟ وخلص إلى القول: لقد أصبح المصلون يتوضؤون في المقاهي ثم يتجهون إلى المسجد للصلاة.

ولقي الفيديو الذي تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي رواجاً واسعاً، وما كان على الوزارة إلا توقيفه عن «الإمامة» ثم تحولت القضية لقضية رأي عام من خلال حملة التعاطف الكبيرة مع الإمام.

وهكذا، كما قال بعض مستخدمي الفيسبوك: لم تفصل كورونا الجزائريين عن العالم فحسب، بل منعتهم من الوضوء في المساجد وأبعدتهم عن قراءة القرآن في المساجد في شهر القرآن.

وكان يتعين على الوزارتين: الصحة والشؤون الدينية تقديم الشرح المقنع، فالمواطنون اليوم وعلى صعيد دولي، إما أن تقنعهم، وإما أن تتحمل ردة فعلهم.