الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

اللغة الصينية.. وحضورها العالمي

يصادف 20 من أبريل من كل عام؛ اليوم العالمي للغة الصينية، وهو يوم أقرته الأمم المتحدة للاحتفاء باللغة الصينية وتاريخها العريق وبوصفها أكبر لغات العالم، وربما لا يعرف الكثيرون عن هذا اليوم واحتفاءً بهذه المناسبة أردت الحديث عن اللغة الصينية وحضورها العالمي، وتزايد أعداد المتحدثين بها عالمياً، فما هي الأسباب والنتائج.

تُعدُّ اللغة الصينية من أصعب اللغات، لكونها لغة صوتية تعتمد على كيفية نطق الكلمة، ورغم هذا نجد بأن هناك أعداداً كبيرة من غير الصينيين يتحدثون بها، وخلال السنوات ازدادت هذه الأعداد بشكل لافت، وبوجهة نظري أن أهم سبب ساعد في انتشار اللغة الصينية هو الانفتاح الصيني، والتعاملات التجارية التي تتم بين العالم والتجار الصينيين، فخلال السنوات الماضية أصبحت الصين مصنع العالم وظهرت الحاجة لتعلم لغتها لتسهيل التواصل مع المصانع والشركات الصينية، وهذا ما أسهم بشكل كبير في زيادة أعداد المتحدثين بها.

البعض يرى أن صعود هذه الدولة وتأثيرها العالمي سبب آخر لزيادة أعداد المتحدثين بلغتها، وهذا صحيح من جانب، ولكن البعض يبالغ عندما يتحدث أن اللغة الصينية هي لغة المستقبل لكون العالم متجهاً نحو تأثير أكبر للصين في مقبل السنوات، وأنا لست مع هذا التوجه أبداً بل أجد أن اللغة تنشر بالتبادل المعرفي قبل الهيمنة السياسية، فأساس اللغة وهدفها الأول تحقيق التواصل بين البشر، ومع وجود حاجة للعالم للتعرف عليها وعلى ثقافتها ومعرفة التطورات والأحداث الخاصة بها، بالإضافة لوجود تعطش عالمي لاستكشافها واستكشاف تاريخها وثقافتها وفنونها وأسرارها الشعبية والثقافية، وهذا ما ساعد في انتشار اللغة بشكل أكبر عالمياً.

الصينيون كغيرهم من الشعوب؛ يحبون لغتهم ويعتزون بها لكونها جزءاً لا يتجزأ من تاريخهم الثقافي والمعرفي، وجزءاً من مستقبلهم ومستقبل وجودهم على الساحة العالمية، والشعب الصيني يريد الحوار مع شعوب العالم ويريد تبادل الأفكار معهم، ووسيلتهم للتعبير عن هذا التوجه هي الكلمات، ولهذا تجد بأننا نسعد عندما نجد من يتحدث لغتنا ويشاركنا ثقافتنا.

الصين غنية بثقافاتها وفنونها وعلومها وليس فقط غنية بتجارتها وإنتاجها الصناعي والتجاري، ولم أجد أفضل من مناسبة اليوم العالمي للغة الصينية لأدعو العالم لتعلم اللغة الصينية ليس لكونها لغة المستقبل بل لكونها لغة غنيّة بالثقافة والمعرفة والفنون بشتَّى أنواعها وأشكالها.