الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المسلمون.. الأمس واليوم

مع تطور التكنولوجيا والإنترنت وسهولة الاتصال وتوفر المحاضرات والكتب المرئية والمسموعة لكبار العلماء، أصبحنا أكثر معرفةً وأكثر فهماً للدين، والمفروض أن يجعل ذلك مسلمي هذا الزمان أكثر إدراكاً وفهماً لدينهم، ولكن الواقع يقول إننا أصبحنا أكثر تخلفاً عن المسلمين السابقين في فهم ديننا.

انتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا كان بالتجارة ولم يذهب إلى هذه المناطق الشاسعة العظيمة بجيوش فاتحة، ولم يخض مع أهلها حروباً تُذكر، فقد حمل التجار المسلمون بضائعهم إلى شرق آسيا وأخذوا يبيعون ويبتاعون، ولم يجبروا أحداً على اعتناق دينهم، ووجد أهل تلك البلاد فيهم الصدق، وعرَفوا فيهم العفَّة والأمانة، ثم علموا أن هذا كله من أثر العقيدة التي يحملونها؛ (فحُبِّب الإسلام) إلى نفوسهم حتى باتوا يَدِينُون بالإسلام.

اليوم انتشر المهاجرون المسلمون في أوروبا وأمريكا وأستراليا وحصلوا على حقوق لم تكن متاحة لهم في بلدانهم الأصلية، وبدل من شكر النعمة ونشر أخلاق الإسلام بالمعاملة الحسنة أصبحوا ينشرون الكراهية معهم ويعتبرون (أوروبا وأمريكا دار كفر)، هؤلاء أصبحوا مواطنين أوروبيين وأمريكيين بعد هجرتهم من فقر إلى أرض الله الواسعة، وبعد أن استقبلتهم تلك الدول وأصبحوا منهم وفيهم (خان بعض المهاجرين المسلمين العهد)، وسعوا للقتل والذبح والفساد.

فرق بين المهاجرين الذين سكنوا أوروبا حديثاً ويتعاملون معها على أنها (أرض كفر وحلال قتل)، وبين من سافر قديماً إلى شرق آسيا وغرب أفريقيا وعاش بينهم ونشر الدين هناك بالمعاملة الحسنة مع بشر، ولم يعتبروها أرض كفر ولم يصفوا أهلها بالكفار، فانتشر الإسلام بينهم وأصبح أكثر من ثلثهم مسلمين، فأين عقول البعض عن هذا الفهم؟

والأندلس لا تحتاج إلى فتح جديد، فبريطانيا على سبيل المثال فيها أكثر من 1500 مسجد، وأكثر من ذلك العدد في فرنسا، وبلغ عدد المسلمين في أوروبا أكثر من 65 مليوناً يُصلون في أكثر من 13200 مسجد، فالإسلام موجود في أوروبا، ولكن أين هم المسلمون؟

هناك فرق بين من اسمه محمد ويقتل المُسَالمين، و بين محمد علي كلاي الذي دافع عن الإسلام واعتنق بسببه الآلاف هذا الدين، فلماذا مسلمو الأمس حينما مروا على تماثيل بوذا وبابل والفراعنة لم يدمروها، وبعض مسلمي اليوم يعتبرونها أصناماً يجب تدميرها؟ فهل كان الصحابة ومسلمو الأمس أقل فهماً للدين من بعض مسلمي اليوم؟