الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الصّراعات.. ممرات الحياة

منذ عهد الإنسان الأول حينما كان أبونا آدم وأمنا حواء في الجنة جاء الاختيار الرباني الأول لهما بأن يصارعا رغبتهما في ثمار الشجرة المحرمة، وتوالت الأزمنة لتتوالى معها الصراعات الطبيعية والإنسانية صانعة داخل الإنسان كومة مشاعر وتطورات تقف على مبدأ البقاء والقوة.

الطالب يجاهد نومه في صراع ذات دافع ذاتي وبضغط أبوي أحياناً ليحقق النجاح، وهو يمر بتشتت نفسي داخلي ليثبت نفسه ويظهر ذلك، ربما في شكل تمرد على المحيط والأقران.

ثم تدور عجلة الأيام ليكبر ذلك الشاب ويدخل الحياة الجامعية، وهناك منحىً آخر حيث الصراعات الفكرية ذات الانتماءات المختلفة، وحراك الوعي الذي يعدُّ أصعب مراحل الحياة لأنه بمجرد أن ينحرف تنحرف معه أجيال بأسرها.

بعدها تأتي مرحلة «الصراعات الوظيفية والسلطوية» ليجد ذلك الشاب العنيد نفسه محاطاً بفكرة الرئيس المرؤوس، فإما أن يحول صراعه إلى إنجاز يساعده على تسلق السلم، ويكون مدركاً أن هذا التسلق له صراعات جديدة، بعضها لتجاوز العقبات وإثبات الكفاءة دون غطرسة، وأخرى لتكوين «تحويشة العمر» فالجيب حينما يمتلئ تمتلئ معه شهوة إشباع الملذات والرغبات، وهنا صراع على نمط جهاد النفس.

وتتوالى الأيام وتكثر فيها المواقف والتجارب التي تعلم وتصقل وتتخللها خيبات تجعلنا أقوى وأكثر فهماً، حتى نصل إلى مراحل فيها مفترق طرق، فنجد أنفسنا مثلاً في مصارعة بين العقل والعاطفة عند اتخاذ قرارات مصيرية كالارتباط العاطفي والزواج والطلاق وترك الوظيفة، وإنجاب مزيد من الأبناء وغيرها الكثير.

وتذوب كل هذه الأنماط في بوتقة صراعات دولية كبرى كالحروب والأزمات وحقوق الإنسان بينها، لتظل التساؤلات الكبرى هائمة حول مبدأ واحد لم تغيره السنون.. «البقاء للأقوى».