الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عودة سوريا للجامعة.. هل باتت قريبة؟

عودة سوريا للجامعة.. هل باتت قريبة؟.. تساؤلٌ مشروعٌ يحمل في طياته المنعكسات التي يترجمها الواقع السياسي على الساحات الثلاث، السورية والإقليمية والدولية، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمآلات التداعيات الحاصلة على الساحة السورية، إذ كانت ولا تزال سوريا باسمها الرسمي «الجمهورية العربية السورية» جزءاً لا يتجزأ من الكيان العربي ككل، مؤثرةً ومتأثّرةً بكل ما يمسّ الكيان العربي الموحّد أو ما من شأنه تعزيز وتقوية كينونته.

هذه الحقيقة المطلقة لا تنطبق على سوريا فحسب، بل على كلّ قطر عربي شقيق، وهي الحقيقة الراسخة التي تنطلق منها سياسة العمل العربي المشترك، على رأسه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتان لا تدخران جهداً لتثبيت دعائمه وإرساء مقوّماته.

وفي ظلّ انتشار التوقعات والتحليلات وتواترها عن قرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد فراق بات على أعتاب العقد من الزمن، ما يجعل هذا التساؤل جديراً بالطرح والبحث عن مقوماته على الساحات الثلاث:

أولاً، الساحة السورية: تعيش سوريا اليوم أزمات معقدة ومتراكبة عنوانها الرئيسي الأزمة الاقتصادية وتعارض المصالح الدولية عليها، وهو ما يحتّم على السوريين التعلّق بطوق النجاة العربي للخروج من هذه المحن.

ثانياً، الساحة العربية: وتتمثل في كون القضية السورية ليست الوحيدة، بل تتقاطع معها كل الأزمات العربية من ليبيا إلى اليمن، فالعراق فسوريا، وهو ما يجعل اليد العربية الواحدة هي الملاذ والضمان الأوحد لقطع الطرقات على أيّ مشروع يهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن العربي.

ثالثاً، الساحة الدولية: على الرغم من أنها تتصف بالتعقيد وتضارب المصالح بين الدول العظمى، فإن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن حلاً ما ممكنٌ بمعزلٍ عن الدور العربي وضماناته السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية في فرض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية برمتها.

هذه الوقائع والمنعطفات الحقيقية على الساحات الثلاث جعلت كل طرف فيها يبحث عن الحل في أزمة طالت واستنزفت الكثير من الموارد والقوى، لذلك وانطلاقاً من الوعي التام لكل ما هو حاصل على هذه الساحات وإعلاءً للمصلحة العربية العليا، صرّح وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في لقائه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 9 مارس الماضي، بأن مشوار عودة سوريا إلى الجامعة العربية قد بدأ، وهو أمرٌ لا بدَّ منه لمصلحة سوريا والجامعة العربية على حدّ سواء.