الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصّحة.. وميزانية التسليح

جاء وباء كورونا ليكشف ضعف النظام الصحي حول العالم، وكانت بعض الدول الكبرى أكثر انكشافًا، لم يعد جديداً القول إن فشل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في التعامل مع هذا الوباء كان سببًا رئيسياً لخسارته الانتخابات في نوفمبر الماضي، وتبين ضعف الميزانية المخصصة للإنفاق على الصحة، وأن الأمر تُرك برمته لبعض الشركات.

في مطلع هذا الأسبوع نقلت لنا وكالات الأنباء خبر انتحار طبيب هندي كان يعالج المصابين بكورونا، انتحر من هول ما رأى، مع العجز عن مساعدة المرضى وإنقاذهم.

وسط هذا كله نشر على نطاق واسع ميزانيات التسليح حول العالم لعام 2020، لنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتقدم عَالَمِيًّا بميزانية بلغت 738 مليار دولار، وهذا يعني أنها تقود العالم في هذا الاتجاه وتدفع منافسيها أو من يرغب في منافستها إلى تخصيص ميزانية ضخمة جداً للإنفاق العسكري بما يرهق أي اقتصاد، وجاءت الصين بعدها بـ237 مليار دولار، أما الهند فقد أنفقت ما يقرب 61 مليار دولار، وبالطبع لو وضعنا فارق تعداد السكان والمساحة لأدركنا بعد المسافة في المنافسة، لكن لو أن نسبة من هذا الإنفاق خصصت للصحة في كل دولة من الدول الكبرى لاختلفت الصورة، فنحن نشهد في بعض هذه الدول عجزاً في توفير أسطوانات أوكسجين، بل كان هناك عجز في توفير كمامات للمواطنين تقيهم تسلل الفيروس إليهم.


إن المطلوب من النظام الدولي والدول الكبرى التي تمثله أو تتصارع لأجل قيادة العالم ، الإنفاق على الصحة، مثل بناء المستشفيات وتجهيزها، توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، والإنفاق بسخاء على البحث العلمي في مجالات الطب والدواء.. فهل تقود الولايات المتحدة العالم في هذا الاتجاه بأن تضاعف الإنفاق الصحي، فيقلدها الآخرون أو ينافسونها؟


إن ميزانيات التضامن الاجتماعي وتنشيط الأعمال ومساعدة المتضررين من الوباء ضخمة جداً، فالرئيس جو بايدن طلب من الكونغرس تخصيص أكثر من تريليون دولار لهذا الغرض، ولو أن نصف هذا المبلغ أضيف على ما ينفق في الجانب الصحي لاختلف الأمر.

الغريب أن ما ينفق على التسلح يؤدي في النهاية إلى قتل البشر أفراد أو مجموعات، وما ينفق على الصحة ينقذ حياة البشر ويجنبهم آلام وأوجاع المرض، فضلًا عن أن يعيشوا أصحاء، ومع ذلك تنفق الدول الكبرى بسخاء على السلاح وتبخل في الإنفاق على الصحة.