الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإرهاب في أفريقيا.. والملاذ الآمن

بحلول منتصف شهر رمضان المبارك، تكون قد مرت 10 سنوات على مقتل أسامة بن لادن، هذا الحدث الذي يذكرنا بأن عوامل الخطر لا تزال تحيط بنا حتى الآن.

وبعد الهزائم التي لحقت بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين بجهود المجتمع الدولي، ظهرت فصائل إرهابية جديدة راحت تزرع الخوف والفوضى في معظم أنحاء القارة الأفريقية.

ولا يزال تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يمارس نشاطه في منطقة الساحل الغربي، ومؤخراً، بدأ أحد فروع تنظيم داعش بزرع الرعب في المجتمعات المحلية التي تستوطن المناطق الشمالية من الموزمبيق، ويوحي كل هذا بأن طريق القضاء على الأسس والجذور والأدوات التي يقوم عليها الإرهاب لا يزال طويلاً.


الحادث المفاجئ الذي ذهب ضحيته الرئيس التشادي إدريس ديبي في 19 أبريل الماضي، يدل على الوضع المضطرب والمتقلب في منطقة وسط أفريقيا الممتدة بين دول الساحل الغربي والقرن الأفريقي.


وعادة ما يُطلق على هذه الدول اسم «الدول الفاشلة» استناداً إلى المعايير العالمية للمفهوم الحقيقي للدولة، وقد يدفع مستوى فشل هذه الدول المنظمات الدولية للتدخل في شؤونها.

ففي عام 2002 عندما بدأت تشاد باستغلال حقول النفط المكتشفة فيها، قرر البنك الدولي التحكم المباشر بالأصول المالية الخاصة بتنفيذ المشروع من أجل تجنّب سوء إدارتها.

وخلال زيارتي الأولى إلى تشاد عام 2006، وحيث كنت على رأس فريق من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحقيق في مجريات أزمة دارفور، أذهلني أن أكتشف أن البلد وبالرغم من أنه مصدّر للبترول، إلا أنه لا يتضمن إلا 2 كيلومتر من الطرق المعبدة، وهو الطريق الوحيد الذي يربط العاصمة نجامينا بمطارها بعد أكثر من قرن من الاستعمار الفرنسي المتواصل والمساعدات التنموية التي تنهال على البلد.

وفي عام 2017، قمت بزيارة ثانية إلى تشاد، وهذه المرة بصفتي مديراً لمنظمة إنسانية غير حكومية، وركّزت جهودي على مساعدة صيادي الأسماك في بحيرة تشاد على كسب الرزق على الرغم من تعرضهم الدائم لاعتداءات جماعة بوكو حرام الإرهابية، ومما يثير الاستغراب أن يخبرني معلمو المدارس وأساتذة الجامعات أنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ أكثر من عام.

ولم يكن من الغريب أن يُنظر إلى أفراد الشرطة والجيش في هذا البلد على أنهم فاسدون ومرتشون، فذات مرة وجدت نفسي مجبراً على دفع رشْوة مالية لضابط جمارك في مطار نجامينا حتى أتمكن من ركوب الطائرة التي ستعيدني إلى وطني.