الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المرأة.. والفردانية المطلقة

كلما سمعت عن جريمة خطف أو قتل أو اغتصاب تتبادر إلى ذهني دعوات الاستقلالية المطلقة، التي ينادي بها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ارتفعت نبرتها وعلا ضجيجها في السنوات الأخيرة، وأصبحت الشغل الشاغل لمنظري النسوية وعرابيها، وأتساءل بيني وبين نفسي: «هل هناك مشكلة لو استندت المرأة على رجال عائلتها؟».

الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة لتتكامل أدوارهما في الحياة، وليعضد كل منهما الآخر، ووجود حالات شاذة تخلى فيها الذكور عن مسؤولياتهم تجاه نسائهم، لا يعني أبداً إلغاء هذه الفكرة، واستبدالها بأخرى تقوم على الفردانية المطلقة.

في الماضي القريب عاش آباؤنا وأمهاتنا وسط عائلات ممتدة، يتشارك فيها الأجداد والأبناء والأحفاد مسكن واحد، يشعرون فيه بالألفة والتعاضد والأمان، وفي الماضي الأقرب كان الأشقاء يحرصون بعد زواجهم على السكن في منازل متجاورة، ليحتفظوا بشيء من الألفة والتعاضد والأمان.

أما اليوم، فكل شيء تغير، الأبناء داخل المنزل الواحد أصبحوا يعيشون في عزلة تامة عن بعضهم وكل منشغل بهاتفه، ولا يخرج من غرفته إلا لتناول الطعام.

من السهل على العابث أن يترصد امرأة تعيش بمفردها، لكنه سيفكر مليون مرة لو كانت هذه المرأة محاطة برجال عائلتها.

أعلم أن الزمن لا يعود للوراء، وأعلم بأن نساء كثيرات أجبرتهن الظروف على الاستقلال بحياتهن، لكنها دعوة لمراجعة بعض الأفكار التي تسللت إلى مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، ومحاولة استشراف المستقبل المظلم الذي تقودنا إليه.