الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بايدن.. ونوبل للسلام

مرّ أكثر من 60 عاماً على بداية الأزمة الكورية وهي لا تزال قائمة.. انتهت الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام، ثم حرب العراق وأفغانستان، ولكن كوريا الشمالية والولايات المتحدة لا تزالان رسمياً في حالة حرب!

يقول الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيفعل ما لم يفعله الآخرون، وكان الرئيس السابق دونالد ترامب يقول الأمر نفسه.

تكمن المشكلة العسكرية مع كوريا الشمالية في أمريْن أساسييْن، الأول: تطوير برنامج تسلح نووي، والثاني: تطوير منظومة صواريخ بعيدة المدى، بينما تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها وقف الأمريْن معاً.


حين وصل الرئيس ترامب إلى السلطة وصف زعيم كوريا الشمالية بأنه «رجل الصواريخ»، وحرّك في مواجهته سفناً عسكرية وحاملات طائرات، ثم كانت المفاجأة في طلبه لقاءً مباشراً مع الزعيم الكوري الشمالي، عبْر رسالة حملها مسؤول أممي زار بيونغ يانغ.


انعقدت ثلاث قمم بين الرئيس ترامب والزعيم كيم جونغ أون، وحسب وثائقي لمحطة بي بي سي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، والذي حضر قمة ترامب - كيم: «إن الرئيس ترامب ألغى المناورات العسكرية قرب كوريا الشمالية، بمجرد أن طلب الزعيم كيم ذلك، وهذا أمر لم يحدث منذ عقود، ثم إنه فاجأ الزعيم الكوري الشمالي بأنْ عرض عليه توصيلةً بالطائرة الرئاسية الأمريكية، إلى منزله في كوريا الشمالية بدلاً من أن يعود بالقطار، ولكن الزعيم كيم لم يوافق!».

في أبريل 2021 - وبعد شهور من مغادرته البيت الأبيض - فاجأ ترامب المراقبين ببيان يشيد فيه بزعيم كوريا الشمالية، ويهاجم فيه رئيس كوريا الجنوبية.

يدعم بعض المحللين آراء الرئيس ترامب، ويرون أن رئيس كوريا الجنوبية - الذي غادر والداه كوريا الشمالية كلاجئين إلى كوريا الجنوبية - مهادن لكوريا الشمالية، ثم إنه يحاول إدماج الدولة الشمالية التدريجي في المحيط الإقليمي بدون التزامات كافية، وقد أسهمت مساعداته لكوريا الشمالية، والتي تقارب الخمسة مليارات دولار، في دعم البرنامج النووي.

لا يؤيد معظم المحللين هذه الرؤية، وقد عاد الرئيس بايدن إلى الأسس الثابتة للسياسة الأمريكية، حيث التحالف القوي مع طوكيو وسيول، لا سيما أن القلق الأمريكي من نجاح تجارب صاروخية كورية شمالية عام 2017، في إمكانية الوصول إلى مدن أمريكية لا يزال قائماً.

تقول إدارة بايدن إنها تحاول الاتصال بكوريا الشمالية، لكنها لا ترد، ولكنها بالطبع ستردّ يوماً ما، وربما وقتها لا تملك إدارة بايدن المنشغلة، ما يكفي لحل الأزمة، وربما يجري ترحيلها - كالعادة - إلى عام 2024، من دون رفع العقوبات أو ضبط التسلح، وربما تحدث المفاجأة، وتنجح واشنطن في عقد اتفاق سلام، ويحصل بايدن على جائزة نوبل للسلام.